استمرار أزمة مولودية وهران التي لا يراد لها أن تنتهي في غياب نية صادقة للرأفة بهذا الفريق العريق، أجل اجتماع مجلس الإدارة الذي كان مقررا أول أمس، بسبب مرض أصاب مدير عام الشركة حسان كلايجي ألزمه الفراش وقد يمتد ذلك لأيام، مما يعني استمرارالغموض بأروقة النادي الحمراوي. وحسب أحد أعضاء هذا المجلس، فإنه يستحيل عقد أي اجتماع في غياب كلايجي، الذي يعد من منظوره الركيزة الأساسية في الشركة، مادام أنه الأكثر تفقها في تسييرها وبحوزته كل الوثائق والمعلومات التي تخصها، في حين يتساءل متتبعو يوميات المولودية عن الجدوى من انعقاد هذا الاجتماع، حتى لو كان كلايجى معافى، في غياب الرئيس السابق يوسف جباري، والمنسحب حديثا بلحاج أحمد المعروف ب''بابا'' اللذين يعد حضورهما مهما جدا لنزع فتيل الأزمة المستشرية في أوصال الفريق، لكنهما فضلا الابتعاد عنه، بل والسفر إلى الخارج بمبررالتخلص من الضغوط الشديدة المفروضة عليهما من محيط الفريق، الذي يعيش غليانا وانقساما غير مسبوقين زادا من تعفنه برأي كثيرين... لكن وسط هذه الطاحونة، هناك أصوات خيرة تجري في كل الاتجاهات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، سواء بالاتصال والضغط على المعنيين المباشرين بأزمة الفريق، أو القيام بوقفات احتجاجية، كالتي شهدها أول أمس مقرا الولاية ومديرية الشباب والرياضة، ويطمح أصحاب هذه الوقفات إلى كسب نتائج لمصلحة فريقهم، وقد يتلمسون طريق عافية له، بعد الذي سمعوه عن احتمال تراجع ''بابا'' عن قراره بترك رئاسة الفريق، حيث وحسب مصادر مقربة منه، فإنه على استعداد للعودة إن هو تلقى ضمانات ومساندة قويتين من السلطات المحلية، وخاصة والي الولاية بعد أن يشرح معه مشاكل المولودية، أسوة بما تلقاه سلفاه العربي عبد الإله ويوسف جباري، حتى يتسنى له العمل بهدوء بعيدا عن الفوضى، ويتمكن من إرجاع الفريق إلى السكة الصحيحة، كما قال، مشددا على أنه ما لم يتلق سندا معنويا من لدن المسؤول الأول في الولاية، فلن يعود، بل وسيبتعد كليا عن الفريق ومحيطه. من جهته، وضع غريمه يوسف جباري شروطا هو الآخر للعودة، تمثلت أساسا في ذهاب الرئيس السابق العربي عبد الإله، حيث قالبأنه قرر أن لا يعمل معه أبدا، وهو على استعداد لشراء أسهمه في الشركة، وذهب جباري بعيدا عندما اتهم عبد الإله، بأنه هو سبب الأزمة التي يعيشها الفريق، وزاد شرط تدعيم مجلس الإدارة بأشخاص مقتدرين ماليا، حتى يتسنى له تدارك التأخرعلى مستوى الانتدابات، وكذا الالتفات لطمأنة اللاعبين الحاليين وخاصة كوادر الفريق حول مستحقاتهم ومستقبلهم فيه، هؤلاء الذين تكلم عنهم جباري بدأوا فعلا التفكير جديا في مستقبلهم بعدما سئموا بقاء الأوضاع غامضة دون حراك إيجابي، حيث أفصح الحارسان فلاح ووامان بأنهما يدرسان جيدا العروض التي وصلتهما، الأول من فريقه السايق شباب بلوزداد وشباب قسنطينة الذي يلح عليه بشدة، والثاني يطلب خدماته الصاعد لجديد اتحاد سيدي بلعباس. سفيان بليمام : لا أسعى للرئاسة ولن أقبلها نفى سفيان بليمام، اللاعب الدولي السابق لمولودية وهران في كرة اليد، وابن المرحوم والرئيس السابق لمولودية وهران قاسم بليمام، في تصريح ل'' المساء''، أن يكون يبحث عن رئاسة المولودية، بعد ما أشيع عنه أنه ينوي التقدم لهذا المنصب لسد فراغ استقالة ''بابا''، مدعوما من قبل جماعة وأشخاص نافذين من حي الحمري، حيث يرون فيه سليلا قادرا ومؤهلا لتخليص المولودية من محنتها ويعيد لها هيبتها، حيث أوضح سفيان بليمام قائلا :'' كل ما في الأمر أن مجموعة من أنصار مولودية وهران مقتدرين ماليا، ومنهم من كان يساعد الفريق حتى قبل وفاة والدي، ودفعتهم الغيرة لمساعدتها مرة أخرى سواء بالمال أو الأفكار، كلفوني بالحديث باسمهم مع مجلس الإدارة، واتصلت بأحد أعضائه الذي أعلم زملاءه بهذه النية، وقد كنت برمجت اجتماعا مع المجلس فألغي، ثم حدد موعد آخر للالتقاء (أمس) وأنا في انتظار جواب". وعن رأيه في ما يحدث في الفريق قال : '' مولودية وهران في وضع كارثي، وإن لم يلحقها ويتلقفها أبناؤها الحقيقيون والمخلصون، فلن يبقى منها سوى الإسم في القلوب ومعلق على الجدران فقط، فالانتهازيون وأصحاب الرشوة والمصالح مصوا دمها".