تشهد قرية العزلة الواقعة شرق عاصمة ولاية بومرداس التابعة إداريا لبلدية بني عمران، هذه الأيام، أشغالا واسعة وكبيرة تمس منبع المياه الموجود بالقرية المعروف ب''العين''، هذه العملية التي ولدت ارتياحا كبيرا وفرحة عارمة لدى السكان الذين استحسنوها، معتبرين هذه الخطوة مبادرة حسنة قامت بها بلدية بني عمران، بعدما خصصت للعملية التي تخص ترميما كليا لهذا المنبع وإعادة تهيئته، غلافا ماليا يقدر بأزيد من 10 ملايين سنتيم. يعد منبع المياه الموجود بقرية العزلة ببني عمران بولاية بومرداس، من بين اهم الضروريات التي يحتاج اليها السكان، الذين يعتبرونها المصدر الوحيد والمميز للتزود بالمياه الصالحة للشرب، خاصة في فصل الصيف، حيث يلجأ كافة سكان هذه القرية ذات الكثافة السكانية المعتبرة إليها، لسد حاجياتهم من الماء الشرورب بعد أن جفت حنفيات منازلهم منذ زمن طويل، فنادرا ما تنطلق المياه عبرها. وحسب شهادات السكان الذين تحدثت اليهم ''المساء''، فإن هذا المنبع يعود انشاؤه إلى سنين طويلة، وكان مجرد حفرة صغيرة ومنبع يمد كافة سكان القرية بمياه معدنية وصحية، مما جعله يحتل مكانا مميزا لدى السكان المحليين الذين قال بعضهم أنهم لا يستطيعون الاستغناء عنه باعتباره ''كان عبارة عن منبع صغير من المياه، يعود إلى العهد الاستعماري بني بأيدي مجموعة من السكان آنذاك ''. ويردد سكان القرية عنه ألف قصة وقصة، حيث قال الشيخ محمد ان هذه العين تم بناؤها من طرف مجموعة من السكان كبار السن آنذاك، ليتم بعدها توسيعها، وبعد مرور سنين قامت مجموعة من السكان باستعمال مياهها العذبة في شفاء مختلف الأمراض. وقد خصصت البلدية غلافا ماليا يزيد عن 10 ملايين سنتيم لإعادة التهيئة والترميم، بالإضافة إلى وضع البلاط على أرضيتها. وقد أكد مصدر مسؤول من محيط البلدية، أن هذه العملية ستتواصل ويتعلق الأمر بتهيئة كلية لمنبع المياه وتنقيته، بالإضافة إلى توفير كافة ضروريات الحياة اليومية، وبقرار من رئيس البلدية شرع العمال المختصون في عملية التنقية التي ستتواصل إلى غاية إكمال الأشغال بها، ناهيك عن مشاريع لفك العزلة عن القرية مثل ربطها بشبكة الغاز، وهو المطلب الذي رفعه أيضا سكان قرى بني خليفة، دباغة تولموت وغيرها، حيث ستشرع البلدية وبالتنسيق مع مصالح مديرية الطاقة والمناجم بولاية بومرداس، في دراسة المشروع والتكفل بانشغال السكان. جدير بالإشارة، أن ''المساء'' لمست فرحة عارمة وكبيرة خلال زيارتها لمنبع ''العين''، بعد أن شرعت البلدية في أشغال التهيئة، وقد عبر السكان عن استحسانهم لهذه العملية ودعوا السلطات المحلية إلى تصنيف هذه ''العين'' كمعلم تاريخي وأثري مهم يصنف ضمن كنوز الجزائر الثرية، بالنظر إلى ما تحتويه هذه الأخيرة من تراث عريق سيجعلها مؤهلة لأن تكون من بين المعالم التراثية بولاية بومرداس تستقطب الزوار.