أعلنت وزارة التربية الوطنية، أمس، عن النتائج النهائية لامتحان شهادة التعليم الابتدائي في دورته الأولى، حيث كشفت أن النسبة النهائية المسجلة عبر كامل مديريات التربية وصلت إلى 76 بالمائة، تحصلت فيها مديرية الجزائر-وسط على المرتبة الأولى، فيما أكدت أن الدورة الثانية «الاستدراكية» ستنطلق يوم 26 جوان الجاري على أن يتم الإعلان عن نتائجها يوم 8 جويلية القادم. وخلال ندوة صحفية نشطها، أمس، بمقر وزارة التربية الوطنية، أوضح مدير التعليم الابتدائي والمتوسط السيد عباسي إبراهيم أن عدد الناجحين في دورة ماي 2012 وصل إلى 388 452 مترشحا من بين281 595 تلميذا تقدموا لإجراء هذا الامتحان، مضيفا أنه تم تسجيل فارق يقدر ب2.46 بالمائة مقارنة بدورة ماي 2011 التي عرفت نسبة نجاح بلغت 78.46 بالمائة. وكشف المتحدث أن التلاميذ الذين تم قبولهم في السنة الأولى متوسط بلغ 536825 تلميذا أي ما يعادل 90.18 بالمائة من مجموع المترشحين، مضيفا أن 437 84 تلميذا تم قبولهم في السنة الأولى متوسط بفضل المراقبة المستمرة وهو ما يمثل نسبة 14.18 بالمائة. وبخصوص تراجع نسبة النجاح خلال هذه الدورة مقارنة بدورة 2011، أوضح المتحدث أن هذا الفارق لا يعتبر تراجعا إذا تم الأخذ بالاعتبار نسبة المترشحين الناجحين بمعدل يساوي أو يفوق 6 من 10 التي وصلت خلال هذه الدورة إلى 79.30 بالمائة، وهي النسبة-أضاف السيد عباسي- التي تبرز ارتفاع الجانب النوعي في هذه الشهادة التي تعرف تطورا من سنة لأخرى. وأوضح المتحدث أن هذا التطور الملحوظ ما هو إلا انعكاس للعمليات التي قام بها قطاع التربية الوطنية في إطار إصلاح المنظومة التربوية التي ترتكز على أربعة محاور أساسية لخصها المتحدث في الإصلاح البيداغوجي الذي مكن من تدعيم البعد النوعي في العملية التعليمية من خلال تنصيب برامج تعليمية جديدة ذات نوعية وعصرية تترجم الغايات التربوية التي نص عليها القانون التوجيهي للتربية الوطنية. وكشف السيد عباسي أن الوزارة شرعت في التنفيذ التدريجي للبرامج الجديدة منذ بداية السنة الدراسية 2003-2004 وإلى غاية الموسم الدراسي 2007-2008، مضيفا أن هذه الفترة عرفت تنصيب ما لا يقل عن 51 برنامجا جديدا إضافة إلى تطوير جهاز خاص لمرافقة هذه البرامج بهدف تسهيل مقروئيتها وفهمها وتطبيقها بفضل مرفقات بيداغوجية لدعم الأساتذة ومساعدتهم في تطبيق المحتويات الجديدة والسيرورة البيداغوجية المبرمجة. وأضاف المتحدث أن الإصلاح البيداغوجي شمل أيضا مسألة توفير الكتاب المدرسي وتحسين نوعيته، مشيرا إلى أنه تم إنجاز 36 عنوانا لمرحلة التعليم الابتدائي وأن نسبة إنتاج الكتب المدرسية تفوق 100 بالمائة من الحاجيات من خلال إضافة 10 بالمائة لسد أي عجز محتمل. كما أوضح السيد عباسي أن جهاز التقييم البيداغوجي الذي تم تنصيبه تميز بتفعيل التقويم التكويني ورفع وتيرته وضبط مؤشرات الانتقال من مستوى إلى آخر وفرض معدل سنوي يساوي أو يفوق 5/10 وكذا تنظيم دروس الدعم والمعالجة البيداغوجية بين الدورتين، بالإضافة إلى مساهمة هذا الجهاز في تحسين المستوى الأكاديمي لأساتذة التعليم الابتدائي البالغ عددهم حوالي 136 ألف أستاذ. وفي رده على أسئلة الصحفيين بخصوص امتحان مادة التربية الوطنية، أكد المتحدث أن درس الاستقامة كان ضمن المقرر الدراسي وهو مرتبط بدرس آخر يتضمن الآيات الكريمة التي تضمنها سؤال التربية الإسلامية، موضحا أن بعض الأساتذة طالبوا التلاميذ بحفظ آيات سورة «فصلت» في حين اكتفى آخرون بشرحها فقط. وأضاف في هذا الصدد أن سلم التنقيط تم تكييفه مع مدى فهم التلميذ للسؤال وهو ما اعتمده المصحح خلال عملية التصحيح، مؤكدا أن الكثير من التلاميذ أجابوا على الأسئلة الجزئية التي تضمنها السؤال الأول من هذه المادة. كما نفى السيد عباسي إبراهيم أن يكون هناك مشروع لإعادة هيكلة مرحلة التعليم الابتدائي والرجوع إلى المسار الدراسي السابق الذي يتطلب مدة ست سنوات من التعليم.