قام رئيس مجلس الأمة، السيد عبد القادر بن صالح، أول أمس، بريو دي جانيرو، بتبليغ رسالة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى رئيسة البرازيل السيدة دلما روسيف، التي ثمنت مشاركة الجزائر في هذه القمة الهامة بالنسبة لمستقبل المعمورة. وذلك حسب بيان أصدره المجلس. ويذكر أن السيد عبد القادر بن صالح يتواجد في ندوة الأممالمتحدة حول التنمية المستدامة “ريو +20” بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية، وقد تحادث مع عدد من رؤساء الدول والحكومات المشاركين في “قمة ريو + 20”، حيث تناولت هذه اللقاءات محاور ندوة البرازيل حول الأرض والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وكان رئيس مجلس الأمة قدم في كلمة ألقاها باسم مجموعة 77 الصين في مؤتمر الأممالمتحدة للتنمية المستدامة “ريو+20” يوم الأربعاء بالبرازيل ملخصا للاستراتيجية الجزائرية في مجال التنمية المستدامة بداية من أوائل سنة 2000 بوضع تشريعات بيئية متنوعة وإنشاء هيئات وطنية لدعم البيئة وتعزيز المقاربة القطاعية والتساهمية للتخطيط وكذا التسيير المتكامل للموارد الطبيعية وتطوير برنامج وطني طموح للطاقات الجديدة والمتجددة، بغرض تغطية الاحتياجات الوطنية من الطاقة الكهربائية وإنجاز السدود ومشاريع أخرى في الموارد المائية ومكافحة التصحر وتدهور الأراضي والحفاظ على التنوع البيولوجي وحمايته والتكيف مع تغير المناخ كأولويات. كما أكد، من جهة أخرى، أنه بعد مرور عشرين عاما على انعقاد قمة الأرض “لا يزال ينتظر المجتمع الدولي الكثير من العمل” لكي ترقى ديناميكية التنمية المستدامة إلى المستوى الذي يقتضيه الحفاظ على كوكبنا والذي يشترطه مستقبل الإنسانية. وأوضح السيد بن صالح أنه يتعين علينا تجاوز الأهداف قصيرة المدى للتعهد فرديا وجماعيا على السبيل الوحيد والمنقذ بغرض بناء عالم منصف ومزدهر، يراعي الطبيعة لصالح الأجيال الحاضرة والمستقبلية. وقال ممثل رئيس الجمهورية إن مجموعة 77 والصين ستواصل مساهماتها بفعالية من أجل تحقيق هذا الهدف الذي انتهى إليه اجتماع المجتمع الدولي أثناء قمة الأرض لسنة 1992 حول ضرورة تعزيز التنمية المستدامة. وهو ما يزال قائما وذا أهمية أكثر من أي وقت مضى والذي تعلق عليه مختلف الشعوب آمالا كبيرة. كما أكدت نتائج هذه القمة -يضيف السيد بن صالح- على الصلة المتينة التي تربط التنمية الاقتصادية والاجتماعية بحتمية المحافظة على الموارد الطبيعية والاستغلال العقلاني لها ووضع حق الإنسان في إشباع حاجياته الأساسية وحقه في بيئة سليمة، في قلب السياسات الإنمائية التي تكرس التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وعليه تؤكد مجموعة 77 والصين على أهمية وصلاحية وفعالية تطبيق المبادئ المنبثقة عن هذه القمة خاصة مبدأ المسؤولية المشتركة والمتباينة الذي يجب أن يقوم عليه العمل الدولي في هذا الميدان مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الخاصة للدول الأقل نموا والدول الحبيسة وغيرها من الدول النامية الأكثر عرضة للمخاطر وكذا الاحتياجات الخاصة لإفريقيا. وقال السيد بن صالح، شهدت العشرون سنة الماضية تقدما متفاوتا في تحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر وعليه أضحى من الضروري التعجيل بتقليص الفوارق في التنمية بين الشمال والجنوب وتنفيذ الالتزامات التي سطرت في هذا المجال. وأكد ممثل رئيس الجمهورية على انه “يجب علينا الاعتراف بحدوث تراجع في مجال إدماج الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة منذ قمة ريو1992 وما زاد الأمر خطورة عواقب الأزمة المالية والاقتصادية والغذائية التي تظل تهدد قدرات كل الدول وبالأخص النامية منها على رفع تحديات التنمية المستدامة. وفيما يخص تطوير الاقتصاد الأخضر، أكد السيد بن صالح انه يستند إلى الأطر العامة للمبادئ الواردة في إعلان ريو وبالأخص مبدأ المسؤولية المشتركة والمتباينة وكذا أجندة القرن الواحد والعشرين والخطة التنفيذية لجوهنسبرغ. كما ينبغي أن يقوم الاقتصاد الأخضر على الدعائم الثلاثة للتنمية المستدامة مع الأخذ بعين الاعتبار الطبيعة الخاصة للاقتصاديات والأولويات الوطنية وسيادة الدول على ثرواتها الطبيعية. وربط السيد بن صالح نجاح مفهوم الاقتصاد الأخضر برفع الحواجز والقيود التجارية والإجراءات الأحادية وتوفير التمويل اللازم والقروض والمساعدة الإنمائية الرسمية وإعادة الجدولة أو التخفيف من الديون. وزيادة على ذلك يتعذر على الدول النامية تطوير الاقتصاد الأخضر دون تدعيم القدرات والحصول على التكنولوجيا المناسبة وتعبئة الموارد المالية الإضافية والجديدة. وتؤكد مجموعة 77 الصين -يضيف السيد بن صالح- انه لا يمكن التذرع بالأزمة الاقتصادية لإعاقة إعطاء الدفع الجديد للتنمية المستدامة المنتظر من هذه القمة، مضيفا بأن تنفيذ الالتزامات المتعهد بها خاصة تلك المنصوص عليها في خطة جوهنسبرغ يتطلب تدعيم الإطار المؤسساتي بما يحفظ التوازن بين الدعائم الثلاثة للتنمية المستدامة. وأكد السيد بن صالح على أهمية دور إفريقيا في المساهمة في تحقيق التوازن البيئي، مركزا على أهم المؤسسات الدولية المسؤولة عن جدول أعمال المواضيع المتعلقة بالبيئة مع تعزيز الولاية والوسائل المرتبطة بذلك. وكان السيد بن صالح قد شارك أيضا في لقاء للقادة الأفارقة على هامش هذه الندوة. ويجدر الذكر أن الجزائر تترأس “مجموعة ال77 +الصين” حيث تلعب من هذا الموقع دورا هاما في أشغال هذه الندوة التي انطلقت أشغالها يوم الأربعاء بريودي جانيرو(البرازيل).