تقوم مصالح الأمن في الآونة الأخيرة بتعقب ومتابعة مروجي التسجيلات الصوتية والمرئية المسيئة لرموز الدولة والسيادة الوطنية بعد أن ألقت القبض مؤخرا على الشاب الذي حاكى صور ملثمين إرهابيين لمناصرة فريقه "اتحاد الحراش" بعبارات تهديدية في قالب فكاهي بغرض التنكيت، غير أن تأثيرها كان سلبيا على من اطلع عليها، لاسيما من فئة الشباب· وحسب مصدر أمني؛ فإن الصور والتسجيلات التي يتداولها الشباب عبر الهواتف النقالة قد أخذت أبعادا خطيرة خارجة عن القيم والأخلاق بعد أن طالت رموز الدولة ومؤسساتها والتي أضحت "مسخرة" بين أيدي محترفي السذاجة الذين يحاولون جاهدين إحداث البلبلة· وبعد سلسلة التسجيلات الصوتية التي جاءت بأصوات تقلد رئيس الجمهورية وشخصيات سياسية أخرى تتداول الأوساط الشبانية هذه الأيام تسجيلا صوتيا تحاكي فيه الإلياذة والنشيد الوطني بصوت شبيه بشاعر الثورة مفدي زكرياء غير أن عبارات الإلياذة استبدلت بأخرى بذيئة· وبهذا تحولت إلياذة الجزائر التي تتأثر لها النفوس وتهتز المشاعر حين سماعها، لما تحمله من مقاطع شعرية تفيض بمعان سامية، تستلهم منها الروح الوطنية وأمجاد التاريخ وعظمة الإنسان الجزائري الذي رفض الإذلال ولا يزال، إلى مقاطع للإحباط وبثّ الروح الانهزامية· وحسب مصدرنا، فإن مثل هذه التسجيلات الرامية إلى زرع بذور الانهزامية واليأس في نفوس الجزائريين، تقف وراءها أطراف خفية تحاول ضرب التاريخ والإساءة إليه وهو ما تعكسه المضامين السياسية لهذه التسجيلات، ظنّا منهم أنهم يحسنون صنعا وأنهم بذلك "ينورون" العقول والأفئدة، غير أن الطرق الحضارية للتوعية أبعد من أن تكون على هذا النحو الاستفزازي والتجريحي· وقد كان رد فعل بعض المواطنين ممن استمعوا إلى هذه التسجيلات عنيفا حيث رفض البعض إتمام سماع التسجيل كالسيد "حنفي· أ" الذي استغرب تقبل الشباب الاستماع إلى مقاطع تصف الجزائر، ب "مرتع النجاسة" وبألفاظ سوقية تخدش الحياء، وغير مقبولة تماما· ومن جهته وصف السيد "ر· ك" التسجيلات خاصة تلك التي تقلد شاعر الثورة مفدي زكرياء بالتشويه الصريح "لإلياذة الجزائر" التي تعد جزءا من مقومات الأمة وذاكرتها التي لايمكن التلاعب بها، وعليه وجب معاقبة مرتكبي هذا الفعل المشين· للإشارة كانت مصالح الأمن قد أوقفت مؤخرا أحد مناصري فريق اتحاد الحراش الذي قام بتسجيل شريط مصور يظهر فيه وهو ملثم تماما مثل الإنتحاريين الإرهابيين يحمل مناصري فريقه على التأييد بعبارات عنيفة وإرهابية في قالب فكاهي وكأن الأمر هين ويروق الجزائريين الذين تجرعوا مرارة هذه الصور والافعال الاجرامية التي أدمت القلوب وزرعت المآسي·