قال المدير العام للأرشيف الوطني السيد عبد المجيد شيخي أمس بالجزائر العاصمة "أن الجزائر تبذل مساعي حثيثة مع عدة دول إسكندنافية قصد تسهيل عملية إسترجاع الأرشيف الوطني المتعلق بالثورة التحريرية والعلاقات المتينة التي كانت تربط البلد مع هذه الدول". مؤكدامن جهة أخرى تسلّم الجزائر 850 وثيقة من صربيا تخص العلاقات الجزائرية - اليوغسلافية من سنة 1954 إلى 1980. وأوضح السيد شيخي على هامش إفتتاح الإجتماع الأول الخاص بالعلاقات الجزائرية -الإسكندنافية الذي جرى بمقر مؤسسة الأرشيف الوطني بالعاصمة تحضيرا للملتقى الدولي حول العلاقات الجزائرية الإسكندنافية المقرر تنظيمه شهر ديسمبر القادم، أن مؤسسة الأرشيف الوطني مستعدة للمشاركة في المساعي الوطنية الرامية لإسترجاع الأرشيف المتواجد بالعديد من الدول كيوغسلافيا والبرتغال وهولندا تماشيا مع النشاطات الخاصة بالإحتفاء بخمسينية إسترجاع السيادة الوطنية وتمجيدا للذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل الحصول على الحرية. وأضاف في إطار هذا الإجتماع الذي حضرته شخصيات وطنية وأجنبية وممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر أن هذا المسعى الوطني يعد تتمة للجهود السابقة التي توجت بإسترجاع دليل ثري من الأرشيف العسكري كان محور معرض مؤخرا أقيم مؤخرا في العاصمة باريس . وصرّح عبد المجيد شيخي أن هذا الإجتماع يندرج في إطار المجهود الذي يقوم الأرشيف الوطني لترسيخ فكرة الدولة لدى العامة والتعريف بماضي الأمة منذ القدم، بالنظر لعراقة العلاقات التي تجمع الجزائر ببلدان الضفة الأخرى. وإعتبر أن مؤسسة الأرشيف بإعتبارها حامي الذاكرة إرتأت فتح أبواب الماضي الغني بالبطولات لتنوير عقول الأجيال الفذة نظير ما صنعه أبناء هذا الوطن عبر العصور من خلال إستقاء ما هو محفوظ في مخازنه من إتفاقيات ومراسلات وسجلات سياسية وتجارية، مؤكدا أن تنظيم الملتقى الدولي حول تاريخ العلاقات الجزائرية الإسكندنافية يعد تثمينا للبعد المرجعي للأرشيف حيث يهدف إلى لتسليط الضوء أكثر على محطة هامة من تاريخ الجزائر الحديث الحافل بالأحداث التاريخية التي تبرز السيادة الجزائرية آنذاك. كما أوضح أن هذه التظاهرة تبقى التفاتة هامة لجمع الأرشيف المتنوع في شتى الدول قصد إستغلاله وإعطاء الباحثين فرصة للإطلاع على بعض الجوانب التاريخية الخاصة بمختلف الحقب التاريخية التي لازال يكتنفها الغموض والإلتباس. كما تشكل هذه الإطلالة –يضيف المتحدث- سببا للتنقيب عن تلك المصادر القيمة للمساهمة في كتابة تاريخ الجزائر على ضوء معطيات مستقاة من الوثيقة المرجع (الأرشيف). وفي رده عن سؤال على ستتناوله هذه الندوة من مواضيع، أوضح المدير العام للأرشيف الوطني أن الملتقى سيركز على تحليل أربعة محاور رئيسية تخص الهيمنة الجزائرية في البحر الأبيض المتوسط من خلال وصف مدينة الجزائر ، وعرض رسائل وتقارير القناصلة حول الموضوع والعتاد البحري والإتاوات، ويتطرق المحور الثاني للعلاقات الجزائرية مع دول الغرب وبالأخص الإسكندنافية منها وهذا بتسليط الضوء على العلاقات التجارية والحملات البحرية ومعاهدات السلم و الصداقة. أما المحور الثالث فسيخصص للنشاط الإقتصادي لميناء الجزائر إنطلاقا من تسيير مؤسسات الدولة والتنظيم التجاري وإدارة شؤون البحرية. فيما سيتناول المحور الرابع والأخير مكانة الأسرى في البنية السياسية والإجتماعية من خلال تبادل الأسرى وعرض رسائلهم وتقاريرهم في هذا الإطار. وللإشارة، واصل المشاركون أشغالهم بالمساهمة بالوثائق التاريخية كالأرشيف والصور والخرائط والمخططات مع الشروع في مناقشات حول إمكانيات البحث والتعريف بوثائق مختلف الحقب التاريخية التي تميز العلاقات بين الجزائر والدول الإسكندنافية، كما شدّد الحضور على تعزيز مشاريع التعاون في مجال الأرشيف بإعتبار ذلك كفيلا بحماية الذاكرة الوطنية من الزوال والإندثار وإطلاع الأجيال القادمة عليها.