تطرق رمطان لعمامرة مفوض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي أمس إلى أهم القضايا المطروحة على طاولة نقاش قادة ورؤساء حكومات الدول الإفريقية المشاركين في القمة الإفريقية ال 19 التي تنطلق اليوم بأديس أبابا. ولأن الأزمة المالية تعد من بين أهم القضايا التي ستأخذ حصة الأسد في مناقشات المشاركين فإن المسؤول الإفريقي أكد على أهمية حل هذه القضية بالطرق السلمية بدلا من التدخل العسكري. وقال أن اللجوء إلى إستعمال القوة في هذا البلد ستكون له إنعكاسات سلبية على تطور الأوضاع فيه أكثر من إيجابياته مشدداً الحرص على ضرورة تكفل الماليين بأنفسهم بالبحث عن حل تفاوضي عبر مواصلة مساعي الوساطة. وقلل لعمامرة من أهمية توالي التصريحات حول إحتمال القيام بتدخل عسكري في مالي وقال أن "هذه التصريحات يجب أن تؤخذ في السياق الذي تم فيه الإدلاء بها" على إعتبار أن بعضها موجه للإستهلاك الداخلي وأخرى يتم الإدلاء بها في سياق خاص كما يتم إستغلال بعضها لإخراجها من سياقها وان المنطق السائد حاليا يفرض اللجوء إلى كل الوسائل السلمية". ولكن الدبلوماسي الجزائري إعتبر أنه لا يوجد "حل سحري" كفيل بتسوية كل المشاكل التي تعاني منها هذه الدولة الإفريقية في آن واحد خاصة وأنه أكد أن مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة تعتبر عملية على المدى البعيد. ولخص لعمامرة المشاكل التي تعاني منها مالي في ثلاثة أنواع قال أن تراكمها زاد في تعقيد وحساسية الوضع. وهي مشاكل الحكامة التي تطرح بين السلطات المالية في باماكو وسكان شمال البلاد والمشاكل التي تمس بالوحدة الوطنية والسلامة الترابية والمشاكل الأمنية التي أصبحت "هيكلية لسوء الحظ" جراء الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود. وهو ما جعله يؤكد أن "الأولوية القصوى في مالي اليوم تتمثل في تعيين حكومة توافقية تمثل كل الأطراف في باماكو وتكون قادرة على تجسيد السيادة الوطنية وإتخاذ الإجراءات الضرورية بشكل يسمح في غضون سنة بتحديد المرحلة الإنتقالية ووضع رزنامة إنتخابية ولم لا تعديلات على الدستور". كما شدد التأكيد على أهمية إيجاد حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية وإعتبر أن "الحل الإفريقي" يجب أن يسود ويطبق على كل النزاعات في القارة. وفي هذا السياق ركز لعمامرة ً على أهمية البحث عن حلول سلمية الذي يعد أحد أسباب تواجد" الاتحاد الإفريقي وقال "حين تتوحد إفريقيا وتتخذ مواقف توافقية فهي ستحظى حتما بدعم المجموعة الدولية". وأشار في هذا السياق إلى أن نصف اللوائح التي أصدرها مجلس الأمن خلال السنة الجارية بخصوص إفريقيا والتي بلغ عددها 12 لائحة تضم نصوصا نابعة من الاتحاد الإفريقي سواء تعلق الأمر بالسودان ومالي والصومال أو بالتعاون الإستراتيجي بين الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي. وأكد لعمامرة في الأخير أن "هناك فضاء واسعا للتوصل إلى حلول إفريقية شريطة أن نواصل العمل بالروح التي حفزتنا إلى غاية اليوم". يذكر أن الأزمة في مالي إلى جانب التوتر بين السودان وجنوب السودان سيكونان من أهم النقاط المطروحة على جدول أعمال القمة الإفريقية في دورتها ال 19 باديس أبابا. وعشية إنطلاق القمة حضر عدد قليل من القادة الأفارقة في إفتتاح إجتماع مجلس الأمن والسلم من بينهم الرئيس الإيفواري حسن وتارا إضافة إلى رئيس البنين توماس بوني يايي الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي والبوركينابي بليز كومباوري الذي يقود الوساطة بإسم مجموعة "الايكواس" في الأزمة المالية. كما شارك في الإجتماع كل من رؤساء النيجر ممادو ايسوفو و الجيبوتي إسماعيل عمر غولاح والموريتاني محمد ولد عبد العزيز والزمبابوي روبرت موغابي. وحضر كل من الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره الجنوب سوداني سلفاكير .