قسنطينة لم تتخل عن تاجها و تفتك الجائزتين الأولى والثالثة حافظت قسنطينة على تاجها للسنة الثانية على التوالي بالمهرجان الوطني الثقافي للمالوف في طبعته السادسة التي اختتمت فعالياتها سهرة أمس الأول بالمسرح الجهوي بفوز فرقة الفنان بدر الدين بوشامة بالمرتبة الأولى متبوعة بجمعية الفن و الأدب من البليدة في المرتبة الثانية، فيما عادت المرتبة الثالثة لجمعية القسنطينية للتراث الموسيقي. و تم توزيع الجوائز على الفرق المتنافسة على المراتب الأولى للتأهل إلى المهرجان الدولي لموسيقى المالوف، حيث تحصلّت فرقة بدر الدين بوشامة على مبلغ 40مليون سنتيم، و فرصة تسجيل ألبوم فني على عاتق محافظة المهرجان، متبوعة بجمعية الفن والأدب من البليدة في المرتبة الثانية بمبلغ 30 مليونا، و أخيرا جمعية القسنطينية للتراث الموسيقي التي استفادت من جائزة بقيمة 20مليون سنيتم. وأكد رئيس لجنة التحكيم حمى محمد اعتمادهم على عدة مقاييس لتحديد الفرق الفائزة أهمها الحضور على الخشبة، الزي التقليدي الموّحد، التحكم في الأداء الصوتي الفردي و الجماعي، و كذا التحكم في الآداء الآلي الفردي و الجماعي، و الإيقاع و جماليات و خصوصيات الأداء ناهيك عن مدى حفظ النصوص و الالتزام بالتسلسل النظمي للنوبة. و نجحت فرقة بدر الدين بوشامة التي لم يسعفها الحظ في الطبعات السابقة للمهرجان في افتكاك المرتبة الأولى في هذه الطبعة التي عرفت مشاركة 12ولاية من مختلف مناطق الوطن. و أسر الفنان بدر الدين بوشامة للنصر بعد انتهاء الحفل بأنه كان متخوّفا جدا من جمعية البليدة للفن و الأدب التي اعتبرها منافسا قويا لما قدمه أعضاؤها من انسجام و تحكم كبير في فن المالوف حسب تقييمه. و أضاف معبرا "أشكر الله تعالى على هذه الساعة السعيدة التي لمت شمل الفنانين من كل القطر الجزائري كما أشكر لجنة التحكيم التي منحتني الثقة في شخصيتي الفنية و أخص بالذكر الفنان القدير حمى محمد و الفنان ديب العياشي(عنابة) و الأستاذ مقداد زروق(العاصمة) و الأستاذ حمدي محمد ( تلمسان) و الفنان القسنطيني القدير بن سمار" و استرسل مشيدا بجهود القائمين على المهرجان و كل ما يفعلونه من أجل الحفاظ على هذا التراث " مثلما جاء في شعار الطبعة السادسة "حتى لا ننسى"سنعمل كل ما في وسعنا لتبقى موسيقى المالوف متألقة من جيل إلى آخر". و اعتبر الفنان مبارك دخلة الذي كان من بين الضيوف منح المرتبة الأولى للفنان بدر الدين بوشامة انصافا لفنان مبدع كرّس أكثر من 30سنة من وقته و حياته لفن المالوف. و كان الفنان بوشامة قد شارك بسلسلة الماية المغربية "فاح الورد فاح" التي انتزع بفضلها المرتبة الاولى. و من جهته عبّر رئيس جمعية الفن و الأدب من البليدة ابن العائلة الفنية المعروفة في الفن الأندلسي عائلة محي الدين عن فرحته بانتزاع إحدى المراتب الأولى الثلاث في عاصمة المالوف قسنطينة. و أضاف بأن حبه للمالوف دفعه لتأسيس جمعية مختصة في هذا الفن العريق حبا و تقديرا لأصدقاء والده و على رأسهم الحاج محمد الطاهر فرقاني كما قال. و قد ظهرت جمعية الفن و الأدب البليدية المختصة في المالوف عام 2006و منذ ذلك التاريخ و هي تسعى لفرض نفسها في الساحة الفنية المالوفية من خلال مشاركاتها المتكررة في المهرجان الوطني للمالوف عاكسين بذلك إصرارهم و رغبتهم في منافسة أبناء المالوف في عقر دارهم و ذلك بفرقة تجيد التحكم في نظم النوبات المالوفية رغم تواجدها في منطقة يغلب عليها طابع الحوزي. و قد شهدت السهرة الختامية حضور عميد المالوف الشيخ محمد الطاهر فرقاني الذي اهتز الركح بمجرّد صعوده على الخشبة من أجل تكريم الفائزين، تحت تصفيقات و هتافات معجبيه التي تأثر لها الفنان القدير كثيرا فراح يردد "يحيا المالوف". و نشط الحفل الختامي كل من جمعية مقام من قسنطينة التي قدمت نوبة الماية من ديل و مصدر أول "يا نديم قد أتى زمن الفرحة"، و "بشرى الصباح "و "يا نديم استبشر"... قبل أن تترك الركح لنجل الحاج محمد الطاهر فرقاني سليم فرقاني و فرقته التي كانت مسك ختام الطبعة السادسة.