تنظم وزارة التجارة في النصف الثاني من سبتمبر القادم معرضا لبيع المنتوجات الجزائرية في العاصمة النيجرية نيامي، حيث ينتظر أن تشارك عدة مؤسسات وطنية خلال هذا المعرض بدعم من الصندوق الخاص لترقية الصادرات الذي سيتكفل بأعباء هذه المشاركة. وتندرج هذه التظاهرة في سياق الاهتمام الذي توليه الجزائر للسوق الإفريقية لاعتبارات إقليمية وجهوية، فضلا عن انتمائها لمختلف الهيئات المؤسساتية للقارة السمراء والتي تعطي أهمية للبعد الاقتصادي، الذي لم يبلغ بعد مستواه المنشود رغم الإمكانيات والثروات التي تزخر بها إفريقيا. لعل في الدعوات التي ما فتئت تطلقها الجزائر في مختلف المناسبات القارية من أجل تحقيق النهضة الاقتصادية بإفريقيا ودعوة الشركاء الغربيين لتغيير نظرتهم تجاه القارة العذراء تأكيد على رغبتها في ضرورة إعطاء منحى جديد لعلاقات التعاون بين إفريقيا وشركائها على أساس خدمة المصالح المتبادلة. وتجلى الاهتمام من جانب الجزائر في تشجيع مبادلاتها مع الدول الإفريقية منذ الاستقلال في مجال الصناعات الثقيلة والخفيفة وغيرها من المنتوجات الأخرى، فعلى سبيل المثال صدرت الجزائر خلال العام الماضي لجمهورية مالي شاحنات بقيمة مليوني أورو وذلك بمناسبة الزيارة التي قام بها السيد أمادو توماني توري لمقر الشركة الوطنية للمركبات الصناعية الكائن بالرويبة بمناسبة الزيارة التي قام بها لبلادنا شهر أكتوبر الماضي، علما أن البلدين أبرما طلبية مماثلة سنة 2010 قدرت ب 1.7 مليون أورو. كما أن حرص جمهورية مالي على اقتناء هذه المنتوجات مرده إلى النوعية التي تتميز بها، إضافة إلى اعتبارات جغرافية والتي من شأنها توفير عناء البحث عن أسواق بعيدة، إضافة إلى كون المنتوجات الجزائرية تتكيف واحتياجات الدول الإفريقية، الأمر الذي جعل الشركة تركز اهتمامها في الآونة الأخيرة على تصدير منتوجاتها للسوق الإفريقية بنسبة تتراوح بين 10 و15 بالمائة. هذا الاهتمام لم يعد يقتصر على الشركات العمومية، بل شمل أيضا القطاع الخاص الذي أبدى رغبته في اقتحام السوق الإفريقية رغم العراقيل التي تواجهه، كمؤسسات "ايني" "كوبرا"، "سامحة" و«كوندور" التي أعلنت استعدادها لتصدير منتجاتها إلى دول القارة السمراء بعد التطورات التي شهدتها دول الجوار كتونس وليبيا، مما دفع إلى مراجعة السياسة التجارية باختراق بلدان إفريقية، رغم أن الإشكال يبقى بالنسبة ل«كوندور" مثلا في اللجوء إلى بوابة مارسيليا بفرنسا بسبب نقص التجربة في هذا المجال. وتركز "كوندور" في سياق تشجيع صادراتها تجاه إفريقيا مستقبلا على تصنيع البطاقات الإلكترونية للحاسوب، والرفع من نسبة التكامل الاقتصادي للمنتجات، سواء فيما يتعلق بالثلاجات أو الشاشات المتطورة وغيرها لمواكبة الركب في المجال التكنولوجي، إلى جانب الاهتمام بمجال الطاقة الشمسية. غير أنه لابد من الإقرار أن غياب شهادات التصديق والمطابقة ‘'إيزو'' بكل طبعاتها 14000، 9002، 9001 و1402 لتشكيلات واسعة من منتوجات الشركات الجزائرية رغم تنافسيتها في مستويات الجودة والنوعية يبقى عائقا حقيقيا لاقتحام هذه المنتوجات الأسواق الخارجية. يأتي ذلك في ظل اعتراف ملحقين اقتصاديين لدول إفريقية وممثلي الغرف التجارية واللجان المختلطة الجزائرية ودول الساحل الإفريقي بأن النسيج الصناعي الجزائري يعيش منذ حوالي 5 إلى 6 سنوات حركية حقيقية وتحولات جذرية مكنته من أن يحتل من خلال كبريات المجموعات الاقتصادية سواء العمومية منها أو الخاصة مكانة هامة في الأسواق الإفريقية، مؤكدين على ضرورة أن تكيف هذه المؤسسات منظومتها الإنتاجية وفقا للمعايير المعمول بها في الأسواق الدولية.