حققت حملة الحصاد والدرس بولاية قسنطينة مع نهايتها يوم الأربعاء الفارط أرقاماً قياسية لم تكن تتوقعها مصالح الفلاحة التي راهنت هذه السنة على منتوج في حدود مليون وأربع مئة ألف قنطار من الحبوب لهذا الموسم، حيث بلغ المنتوج الذي تم إحصاؤه مليون ونصف المليون قنطار من الحبوب بزيادة مائة ألف قنطار على الرقم المتوقع حسب ما أعلن عنه في الإجتماع الذي ضم الفاعلين في القطاع نهاية الأسبوع الفارط بمقر مديرية الفلاحة. وقد بلغ معدل الإنتاج حسب المصالح المعنية 23 قنطار في الهكتار، حيث فاقت الكمية التي تم جمعها ما تم التعاقد عليه مع الفلاحين في إطار عقود النجاعة والتي تم من خلالها تحديد رقم 1.3 مليون قنطار كسقف لهذا الموسم الفلاحي، وهو ما سيبوئ قسنطينة حتما مركز الصدارة بين ولايات الوطن بخصوص إنتاج الحبوب رغم قلة المساحة المخصصة لهذه النوع من المحاصيل الزراعية مقارنة بولايات أخرى، حيث تقدر المساحة الخاصة بزراعة الحبوب بعاصمة الشرق بحوالي 65 ألف هكتار. وحسب مصادر مديرية الفلاحة فإن أكثر من 900 ألف قنطار تم بيعها لتعاونية الحبوب والبقول الجافة، في حين إحتفظ الفلاحون ببعض الإنتاج من أجل الإستهلاك الخاص وإخراج زكاة المحصول.ويرجع هذا الإنتاج القياسي حسب المصالح الفلاحية إلى نسبة التساقط العالية التي عرفتها ولاية قسنطينة خلال فصل الشتاء الفارط من جهة ومن جهة أخرى لجوء الفلاحين إلى تقنيات جديدة في إستغلال الأرض ومن بينها إستعمال آلات حديثة خلال عملية البذر والحرث والحصاد إضافة إلى عدم تسجيل خسائر كبيرة في حرائق المحاصيل التي كانت تكبد الفلاحين خسائر بالغة في السنوات الفارطة. وقد فاق إنتاج الموسم الحالي ب50% مقارنة بإنتاج السنة الفارطة حيث سجلت قسنطينة خلال موسم الحصاد والدرس مليون قنطار من الحبوب، وزيادة على الأسباب السالفة الذكر، هناك التسهيلات التي وجدها الفلاحون، خاصة في مجال القروض البنكية وفي التعامل مع البنوك التي رفعت الكثير من قيودها على أصحاب المهنة بتوصية من وزارة المالية. وإحتلت بلدية عين أعبيد ذات الطابع الفلاحي التي تبعد بحوالي 40 كلم عن مقر ولاية قسنطينة، الصدارة في إنتاج الحبوب مقارنة بالبلديات الأخرى، حيث بلغ المحصول بهذه البلدية التي أضحت فيها زراعة الحبوب تقليداً عريقاً والتي تتوفر على مستودعين كبيرين في إنتظار المستودع الثالث المزمع إنجازه لتلبية الطلب بطاقة تخزين في حدود 200 ألف قنطار، 260 ألف قنطار من الحبوب بمردود 40 قنطاراً في الهكتار ووصل في بعض المناطق إلى 50 قنطاراً في الهكتار.