ألقت مصالح الدرك الوطني بمنطقة مجاز الصفاء بولاية قالمة القبض على ثلاثة أشخاص متلبسين بحيازة 14 قطعة أثرية تعود للحقبة الرومانية، كانوا بصدد بيعها لشخص من ولاية عنابة، فيما لا يزال التحقيق متواصلا للكشف عن كل أفراد الشبكة التي تهرب الممتلكات الثقافية وتتاجر بها. وتم إحباط محاولة بيع هذه القطع الأثرية التي يعاقب عليها القانون كونها تمس بالممتلكات الثقافية والتراث التاريخي بعد ترصد تحركات العصابة من طرف فرقة الدرك الوطني بناء على معلومات تلقتها تفيد بوجود شبكة مختصة في المتاجرة وتهريب الآثار على مستوى الشرق الجزائري. وفي هذا السياق، أكدت خلية الإعلام لقيادة الدرك الوطني أمس أن أفراد الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بمجاز الصفاء قاموا بفتح تحقيق للتحري في القضية، وتم تتبع الشبكة الإجرامية المختصة في المتاجرة بالآثار إلى أن تمكنوا من توقيف السيارة المشكوك فيها عندما كانت قادمة من مدينة سوق أهراس في اتجاه مدينة عنابة على محور الطريق الوطني رقم 16 وبالضبط على مستوى مفترق الطرق ببلدية مجاز الصفاء في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا. ومواصلة للتحقيق تم توقيف السيارة التي كان على متنها ثلاثة أشخاص قصد تفتيشها، ليتم العثور على 14 قطعة أثرية لدى كل من المسمى ( ل، ز ) البالغ من العمر34 سنة، المدعو ( ق، ن) 37 سنة، والمدعو ( م، د) 49 سنة، الذي يشتغل فلاحا بالمنطقة. وقد اعترف هؤلاء عند التحقيق معهم أنهم كانوا بصدد نقل هذه القطع لبيعها لشخص من ولاية عنابة كانوا قد اتفقوا معه مسبقا. وبعد معاينة هذه القطع الأثرية من طرف مديرية الثقافة بقالمة خضعت للمعاينة من أجل معرفة حقبتها التاريخية. وتتمثل هذه القطع المحجوزة في 14 قطعة أثرية مسكوكة منها أربع قطع ذات حجم كبير، خمس قطع من الحجم المتوسط وخمس قطع أخرى من الحجم الصغير. وقد تم تقديم الأشخاص الموقوفين أمام وكيل الجمهورية للمحكمة الإقليمية مع مواصلة التحقيق في القضية والبحث عن بقية عناصر الشبكة. وتعرف هذه الظاهرة انتشارا في ولايات الشرق الجزائري القريبة من الحدود التونسية مثل قالمة، سوق أهراس وتبسة، حيث تتواجد بها عدة مواقع أثرية والتي تقوم شبكات تعمل بالتنسيق مع مافيا دولية بسرقتها وبيعها بأسعار خيالية للسياح الذين يقصدون هذا البلد من مختلف أنحاء العالم، خاصة الأثرياء وأصحاب المال الذين يقومون بدورهم بإعادة بيعها بأثمان مضاعفة عن تلك التي اشتروها بها وأحيانا عرضها في المزاد العلني وبيعها بالعملة الصعبة في أكبر دول العالم وهو ما يفسر في الكثير من الحالات وجود تماثيل خاصة بالحضارات التي تعاقبت على الجزائر في بعض الدول التي ليست لها علاقة بهذه الحضارات.