أكد سفير جمهورية مصر العربية بالجزائر، السيد عز الدين فهمي، وجود رغبة جادة وطلب قوي على زيادة مشاركة الشركات المصرية في السوق الجزائرية الواعدة وكذلك المكاتب الإستشارية في جميع التخصصات، مضيفا أن حكومة بلاده حريصة على نقل خبراتها وإمكانياتها إلى جميع الدول الإفريقية، خاصة إلى الجزائر التى تعد من الدول الرائدة في شمال أفريقيا. جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع السفير المصري مع العاملين المصريين في مشروع كهرباء "ترقة" بولاية عين تموشنت الواقعة على بعد 570 كيلومترًا غرب العاصمة والذي تنفذه شركة "أوراسكوم" للإنشاء والصناعة بالتعاون مع شركة "ألستوم" الفرنسية، الذي يعد أكبر مشروعات توليد الكهرباء بالجزائر، بتكلفة تقدر بمليار و400 مليون يورو وبطاقة إنتاجية تبلغ 1200 ميغاوات، كما أنه من المقرر إفتتاحه رسمياً نهاية العام الحالي. وقال السيد فهمي الذي إطمأن على أحوال العاملين المصريين الذين يبلغ عددهم 230 مهندساً وعاملاً، إن السوق الجزائرية تعد من الأسواق الواعدة في إفريقيا، حيث تبلغ إستثمارات الخطة الخماسية الحالية بها ما يقارب 286 مليار دولار في جميع المجالات. وكان السفير المصرى قام، أول أمس، بزيارة مصنع لإنتاج أسمدة الأمونيا واليوريا الذى تنشئه شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة بمنطقة "أرزيو" بمدينة وهران الواقعة على بعد 500 كيلومتر غرب العاصمة بالتعاون مع شركة "سوناطراك"، بتكلفة 2 مليار دولار ويعمل به 880 عاملا من بينهم 295 مصريا، ويبلغ حجم الإنتاج 4400 طن يوميا من الأمونيا، بالإضافة إلى 3450 طنا يوميا من اليوريا، ويعد أكبر مصنع في أفريقيا والثاني في الشرق الأوسط بعد السعودية. وتجدر الإشارة إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر والجزائر خلال سنة 2011 بلغ حوالي 1.129 مليار دولار بإرتفاع بنسبة 46 بالمائة مقارنة بعام 2010 التي سجلت حجم تبادل قدره 773 مليون دولار، وتتواجد بالجزائر حوالي 50 شركة مصرية تفوق قيمة إستثماراتها 6 مليارات دولار. ويشهد التعاون بين البلدين إنتعاشا في المدة الأخيرة بعد جمود سببته خلافات كرة القدم وتأهل المنتخب الجزائري إلى تصفيات مونديال جنوب إفريقيا، ودفعت التطورات التي شهدتها مصر بعد سقوط نظام حسني مبارك إلى إعادة بعث مجالات التعاون. إذ كانت مشاركة مصر خلال معرض الجزائر الدولي في دورته ال45 كضيف شرف بمثابة تأكيد على إرادة إضفاء بعد جديد على هذا التعاون. وتوج هذا التقارب الجزائري- المصري ببحث التوقيع على عدد من الإتفاقيات بين الوكالة الجزائرية لتنمية الصادرات والمركز المصري لتنمية الصادرات وكذا مذكرة تفاهم للإعتراف المتبادل بشهادات تقييم المطابقة. وقد سمحت زيارة السيد محمود عيسي وزير الصناعة والتجارة الخارجية المصري للجزائر للمشاركة في إفتتاح معرض الجزائر الدولي، ببحث عقد اللجنة التجارية المشتركة بين البلدين وكذلك تفصيل مجلس الأعمال المشترك، إضافة إلى بحث التوقيع على عدد من الإتفاقيات بين الوكالة الجزائرية لتنمية الصادرات والمركز المصري لتنمية الصادرات وكذا مذكرة تفاهم للإعتراف المتبادل بشهادات تقييم المطابقة. كما تم أيضا بحث سبل تفعيل قرارات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التي عقدت في مارس 2008 والتي إشتملت على توقيع بروتوكول تعاون وشراكة بين المؤسسات الصغيرة والصناعات التقليدية الجزائرية والصندوق الإجتماعى للتنمية في مصر وإقامة معارض صناعية في كلا البلدين للتعرف على إمكانيات الشراكة وفرص الإستثمار بين البلدين. وقد بلغت واردات مصر من غازى البوتان والبروبان المميع الذي يدخل فى صناعة الغاز الطبيعي من الجزائر خلال النصف الأول من العام الماضي 240 مليون دولار، حيث تم إستيراد 500 ألف طن من غاز البوتان و70 ألف طن من غاز "البروبان المميع".