تكشف الحصائل المقدمة بصفة دورية من قبل مصالح الحماية المدنية أن موسم الاصطياف الحالي الذي تزامن مع شهر رمضان الكريم ومع موجة حر شديدة اجتاحت مختلف ولايات الوطن، كان من أكثر المواسم دموية، بالنظر إلى العدد المخيف للضحايا الذين لقوا مصرعهم جراء حوادث المرور وحالات الغرق والذي تجاوز 700 قتيل منهم أزيد من 500 قتيل لقوا حتفهم في حوالي 4500 حادث مرور و192 قتيلا توفوا غرقا في البحر والمجمعات المائية، وهذا في حصيلة مؤقتة، لم تدرج الحالات المتعلقة بالحوادث الأخرى. فحسب الحصائل المقدمة من قبل الحماية المدنية خلال فصل الصيف الجاري فقد لقي 192 شخصا مصرعهم غرقا في البحر والمجمعات المائية، منذ بداية فصل الاصطياف، فيما بلغ عدد ضحايا حوادث المرور أزيد من 500 قتيل وأزيد من 7500 جريح في حوالي 4500 حادث سجل خلال شهري جويلية وأوت فقط، فيما فاق عدد الحرائق المسجلة على المستوى الوطني أزيد من 2500 حريق تسببت في إتلاف حوالي 16 ألف هكتار من الغابات والمساحات المزروعة منها 140 حريقا تم تسجيلها خلال نهاية الأسبوع المنصرم فقط. فحسب الحصيلة المفصلة للحماية المدنية الخاصة بالتدخلات المنفذة للإسعاف والإنقاذ في شواطئ البحر والأودية والمجمعات المائية في إطار جهاز حراسة الشواطئ، فقد تم تسجيل 39090 تدخلا عبر 360 شاطئا مسموح للسباحة، سمحت بإنقاذ 26060 شخصا من الغرق وإسعاف 10324 مصطاف، فيما تم للأسف تسجيل 87 حالة وفاة قرقا منها 62 حالة سجلت بشواطئ ممنوعة للسباحة. كما سجلت نفس المصالح في الفترة المذكورة وفاة 105 أشخاص في البرك والمجمعات المائية، بينما لقي 30 شخصا مصرعهم غرقا في السدود وتوفي 17 شخصا غرقا في الأودية و58 شخصا في الأحواض الاصطناعية. من جانب آخر تكشف الحصائل الأسبوعية المقدمة من قبل خلية الإعلام التابعة للمديرية العامة للحماية المدنية عن واقع أليم تتسبب فيه حوادث الطرقات يوميا عبر مختلف ولايات الوطن، حيت تم منذ الخامس جويلية الماضي تسجيل ما يقارب 4500 حادث مرور أودت بحياة أزيد من 500 شخص وتسببت في إصابة أكثر من 7500 آخرين بجروح، مع تسجيل اكبر حصيلة لهذه الحوادث خلال الأسبوع الممتد من 31 جويلية الماضي إلى 6 أوت الجاري، حيث قتل “إرهاب الطرقات” 98 شخصا بينما أصيب 1210 أشخاص بجروح في 649 حادث مرور سجلتها مصالح الحماية في الفترة المذكورة، في حين كانت آخر حصيلة نشرتها هذه المصالح أول أمس تفيد بمقتل 29 شخصا وجرح 71 آخرين في 29 حادث مرور وقع في 4 أيام فقط (من 23 إلى 26 أوت 2012). وإذا كانت حصيلة الأيام الأربعة الأخيرة لتدخلات وحدات الحماية المدنية لإخماد حرائق الغابات والأدغال تشير إلى تنفيذ تدخلات عديدة عبر الوطن لإخماد 140 حريقا تسببت في إتلاف 2700 هكتار من الغابات و300 هكتار من الأدغال، بينما أتى 20 حريقا على مساحات للمحاصيل الزراعية، وأتلفت 207 نخلات و16250 شجرة مثمرة، فإن مصادر من مديرية الحماية المدنية تقدر العدد الإجمالي للحرائق المسجلة منذ بداية الصائفة بأكثر من 2500 حريق تسببت في إتلاف أكثر من 15000 هكتار من الغابات والأدغال والمساحات المزروعة منها نحو 160 ألف شجرة مثمرة من الزيتون والفواكه وهذا في حصيلة مؤقتة، تستند إلى الأرقام المحصلة خلال شهر أوت الجاري من قبل وحدات الحماية المدنية الموزعة عبر مختلف ولايات الوطن، والحصيلة الرسمية المسجلة من 1 جوان إلى 30 جويلية 2012. وكانت هذه الأخيرة قد كشفت عن نشوب أكثر 1487 حريقا على المستوى الوطني أدت إلى إتلاف 76558 هكتارا من الغابات والأدغال والأحراش والمساحات الزراعية، مع الإشارة إلى أن ظاهرة الحرائق التي سجلتها الجزائر خلال الصائفة الجارية لم يسجل مثلها من قبل، حيث تذهب عدة مصادر إلى اعتبار أن العدد المسجل من الحرائق التي التهمت آلاف الهكتارات من الغابات والمساحات المزروعة عبر 35 ولاية من ولايات الوطن في صيف 2012، لم يتم تسجيله منذ الإستقلال وذلك مع تسجيل زيادة سنوية في حجم المساحات المتلفة المقدرة ب8000 هكتار. وعلاوة على الخسائر المادية الضخمة التي تسببت فيها هذه الحرائق فقد تسببت أيضا في وفاة عونين للتدخل تابعين للحماية المدنية وحراس الغابات في الأسبوع الأول من شهر أوت الجاري، حيث لقيا مصرعهما إثر إصابتهما بحروق خلال عملية تدخل لإخماد حريق في إحدى غابات المشروحة بولاية سوق أهراس.