تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة مزيدا من التصعيد العسكري الإسرائيلي والاعتداءات العنيفة بمشاركة قوات الاحتلال والمستوطنين على السواء يدفع ثمنها كالعادة العزل من أبناء الشعب الفلسطيني ولا تستثنى منها منازلهم ولا مقدساتهم الدينية ولا أراضيهم. وفي إجراء تعسفي من إجراءاتها العنصرية، التي اعتادت على ممارستها ضد الفلسطينيين، بلغت سلطات الاحتلال، أمس، 27 عائلة فلسطينية بهدم منازلها في قرية زانوتا جنوب الخليل في الضفة الغربية. واستنكر عبد الهادي حنتش خبير الخرائط والاستيطان في جنوب الضفة هذه الهجمة الاستيطانية الجديدة والاعتداءات المتواصلة من قبل إدارة الاحتلال والمستوطنين على السكان، وقال إن "هذه الإجراءات تعتبر استكمالا للمخططات الاستيطانية التهجيرية المتواصلة التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية"، وأشار إلى أن سكان خربة سوسيا سلموا المحكمة العليا الإسرائيلية 200 شكوى خلال العام الماضي لمنع سلطات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها وتهجير السكان إلا أن المحكمة رفضت هذه الشكاوى وأصدرت ستة أوامر هدم عسكرية ونفذت 58 عملية هدم على مدار العام. ولا يعاني الشعب الفلسطيني من عنصرية واستفزاز سلطات الاحتلال فقط، بل كثيرا ما يتعرض للاعتداءات على أيدي المستوطنين المدعومين من قبل قوات الاحتلال. في هذا السياق، اقتحم مستوطنون إسرائيليون، أمس، ما يدعون أنها منطقة "قبر يوسف" بالمنطقة الشرقية من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية وأدوا طقوسا دينية بحماية عسكرية كبيرة مما تسبب في اندلاع مواجهات بين شبان فلسطينيين والمستوطنين المتطرفين، وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص الحي خلال المواجهات التي اندلعت على أكثر من محور. يذكر أن المستوطنين يقومون بعمليات اقتحام أسبوعية للمقام الذي انسحبت منه قوات الاحتلال عام 2000 بعد مواجهات دامية مع الفلسطينيين وقعت في محيطه. بالتزامن مع ذلك، داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي خربة سوسيا شرق بلدة يطا بمدينة الخليل وهدمت خيما للمواطنين الفلسطينيين في سياق سياستها العدوانية والاستيطانية لحمل الفلسطينيين على هجر منازلهم وقراهم وأراضيهم. ونفس المشهد العدواني عاشه قطاع غزة إثر توغل عدة آليات عسكرية إسرائيلية داخل أراضي الفلسطينيين شرق مخيم البريج وسط القطاع وسط إطلاق كثيف للنار باتجاه منازل المواطنين. وقالت مصادر فلسطينية أمنية وطبية إن جرافات إسرائيلية رافقتها دبابات انطلقت من موقع كيسوفيم العسكري على الحدود وسط القطاع توغلت لمسافة 300 متر في أراضي المواطنين شرق البريج تحت غطاء من الطيران الحربي الإسرائيلي وقامت بأعمال تجريف ووضعت سواتر ترابية في المكان. وكانت مقاتلات إسرائيلية قد شنت ليلة الإثنين إلى الثلاثاء سلسلة غارات استهدفت موقعين شمال غرب مدينة غزةوجنوبها، مما أدى إلى إصابة مواطنين بجروح طفيفة وإلحاق أضرار جسيمة بمنازل المواطنين المجاورة. وأصيبت سيدة فلسطينية بجروح فيما وقعت أضرار مادية إثر هذه الغارات التي استهدفت بسبعة صواريخ نفاثة المقر السابق لجهاز المخابرات العامة الفلسطينية الواقع في منطقة السودانية شمال مدينة غزة. وقالت مصادر أمنية فلسطينية رن غارة أولى تسببت في إلحاق أضرار بليغة بعدة منازل، حيث رافقتها انفجارات مدوية أدت إلى اندلاع حريق كبير بالمقر الذي يعرف باسم "السفينة" تمت السيطرة عليه فيما بعد، وأضافت أن طائرات الاحتلال شنت غارة ثانية بعد نحو عشر دقائق من الغارة الأولى بينما أطلقت في غارة ثالثة صواريخ جنوبغزة. ويبدو أن الاعتداءات الإسرائيلية لا تقتصر فقط على الفلسطينيين، بل أيضا تستهدف كل ما يدعمهم ويقف إلى جانبهم في كفاحهم ضد الاحتلال، في هذا السياق، رفضت محكمة عسكرية إسرائيلية الدعوى المدنية التي رفعتها عائلة المتضامنة الأمريكية ريتشال كوري، التي قتلت عام 2003 بعد أن دهستها جرافة عسكرية إسرائيلية عندما كانت تشارك في مظاهرة احتجاجية ضد الاحتلال برفح جنوب قطاع غزة.