تسارعت الاحداث في زيمبابوي امس باتجاه الانسداد التام بعد ان اشتدت القبضة بين الرئيس روبرت موغابي وزعيم المعارضة مورغن تسفانغيري ورفض كل واحد منهما التراجع عن مواقفه المبدئية ساعات قبل موعد الدور الثاني من انتخابات الرئاسة يوم غد الجمعة. وتحولت الازمة السياسية في هذا البلد الى قضية دولية ومحط اهتمام واسع على خلفية قرار حركة التغيير الديمقراطي مقاطعة الدور الثاني من الانتخابات الرئاسة المقرر اجراؤها يوم غد. وفي الوقت الذي طالب فيه مورغن تسفانغيري زعيم حركة التغيير الديمقراطي بضرورة تأجيل هذا الموعد الى غاية عودة الاستقرار وإزالة مظاهر العنف اصر الرئيس روبرت موغابي على اجرائه حتى وان لم تشارك المعارضة فيه. واقترح زعيم المعارضة امس ضمن مسعى للخروج من هذا المأزق الى إلتزام الجانبين بمرحلة انتقالية تسمح بإخراج البلاد من ازمتها وتضميد الجراح التي خلفتها الازمة السياسية المستفحلة. وقال تسفانغيري في لقاء صحفي عقده امس بالعاصمة هراري، أن هذا الاقتراح يحظي بدعم العديد من القادة الأفارقة حاثا الاتحاد الافريقي ومجموعة الأمن والتنمية لدول جنوب افريقيا المعروفة اختصارا باسم "سادك" الى الشروع في تنفيذ هذه المبادرة من منطلق انها المخرج الوحيد للأزمة الحالية والخيار الوحيد لتجنيب البلاد الدخول في حرب أهلية. وكان تسفانغيري الذي خشي على حياته لجأ الى مقر السفارة الهولندية في العاصمة هراري حيث غادرها امس فقط من اجل تنظيم ندوة صحفية والعودة ثانية للاحتماء بالممثلية الدبلوماسية لهذه الدولة الاوروبية. ونفى زعيم المعارضة ان يكون دعا الى تدخل عسكري في بلاده ولكنه جدد طلبه بارسال قوة دولية لحفظ السلام الى بلاده. كما طالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين كشرط مسبق للدخول في مفاوضات مع الرئيس موغابي، وأشار في ذلك الى تنداي بيتي الامين العام لحركة التغيير المعتقل من طرف السلطات الزيمبابوية منذ عدة ايام بالاضافة الى اكثر من ألفين من انصاره الذين تم اعتقالهم ضمن حملة قامت بها قوات الامن النظامية على خلفية سلسلة الاحتجاجات المتكررة التي نظمتها حركة التغيير الديمقراطي . وقال تسفانغيري انه يؤيد تسوية سياسية متفاوض بشأنها مع الرئيس روبرت موغابي بهدف التوصل الى حل للأزمة السياسية المستفحلة في البلاد. وهو العرض الذي رفضه موغابي واصر عكس ذلك على اجراء الدور الثاني من انتخابات الرئاسة يوم غد الجمعة وقال انه مستعد للجلوس الى الطاولة ولكن بعد اجراء هذا الدور. وكان مجلس الامن الدولي والدول الغربية طالبوا جميعا السلطات الزيمبابوية بتأجيل اجراء الدول الثاني من الانتخابات رافضة الاعتراف بنتائجها في حال اجرائها . واكدت السلطات الفرنسية انها لن تعترف بشرعية السلطة في هراري في حال أجريت الانتخابات يوم غد الجمعة وهو الموقف الذي اتخذه نواب البرلمان الاوروبي الذين طالبوا من جهتهم دول الاتحاد الاوروبي الى عدم الاعتراف بشرعية سلطة الرئيس روبرت موغابي في حال اعيد انتخابه وبمبرر أن الانتخابات غير الشرعية. وكان قادة دول جنوب غرب افريقيا المحاذية لدولة زيمبابوي في التقوا امس في اجتماع طارئ لبحث تداعيات التطورات المتسارعة التي عرفها هذا البلد بالعاصمة السوازيلاندية مبابمان ومحاولة البحث عن مخرج لهذا الوضع المستفحل.