أكد المدير العام للوكالة الوطنية المكلفة بإنجاز وتسيير مسجد الجزائر، السيد محمد لخضر علوي، أن "هذه التحفة المعمارية الفريدة من نوعها تبقى مشروعا ثقافيا واقتصاديا يندرج في إطار تنمية الحياة الاقتصادية واستحداث مناصب شغل لليد العاملة الوطنية". مؤكدا أن الأرضية التي اختيرت للبناء لا تشكل أي خطر على المشروع رغم وجودها بمنطقة نشاط زلزالي. وأوضح السيد علوي، أمس، في ندوة نقاش بمنتدى "المجاهد" حول إنجاز مسجد الجزائر بحضور ممثلين عن الوكالة، أن كافة نتائج الدراسات الزلزالية التي أجراها خبراء مختصون في الميدان قبل بدء أشغال الحفر وفق مقارنة زمنية تعود ل100 سنة تؤكد كلها سلامة الأرضية وخلوها الكامل من الانشقاقات والفتحات التي من الممكن أن تؤثر سلبا على سير أشغال الحفر القاعدية. وأكد المتحدث أن هذا المشروع المعماري الضخم من حيث الهندسة المعمارية والغلاف المالي المرصود له المقدر مبدئيا بأكثر من مليار أورو سيساهم لا محالة في امتصاص البطالة وتشجيع الشباب المقاول على المشاركة في تشييده لكسب الخبرات والتجارب خاصة من خلال الاحتكاك بالخبرة الصينية في هذا المجال. وأضاف أن الورشات التقنية المفتوحة على هذا المعلم الجارية أشغاله على قدم وساق ستكون محطات هامة لشرح مختلف الجوانب الفنية والتقنية التي يتمتع بها الى جانب المساهمة في تقريب المواطنين أكثر من البطاقة الفنية لهذا الانجاز الذي يعد الأضخم على المستوى العربي والإفريقي. كما دعا السيد علوي إلى ضرورة تفهم الصعوبات التقنية التي تواجه تقدم أشغال بناء مسجد الجزائر بالنظر للخصوصيات الفنية والجمالية التي ينفرد بها عن باقي المنشآت والمشاريع الأخرى إلى جانب تواجده قرب البحر، الأمر الذي يستدعي دراسات دقيقة وعميقة لتشييد مثل هذه المنشأة التي تتلاءم مع هذه الأوساط. وبعد أن قدّم المدير العام للوكالة الوطنية المكلفة بإنجاز وتسيير مسجد الجزائر شروحات مستفيضة حول خصوصيات المشروع وسير أشغال إنجازه وهي في مراحلها الأولى، أكد أن وتيرة الانجاز تسير بشكل طبيعي وتحترم دفتر الشروط الخاص بالانجاز من قبل الشركات المكلفة بالاشغال. وذكّر المسؤول بأن هذا الجامع يضم 12 بناية منفصلة ويتربع على مساحة 20 هكتارا بمساحة إجمالية تعادل 400 ألف متر مربع، وهو مزود بقاعة للصلاة بقدرة استعاب تصل إلى 120 ألف مصل، ودار للقرآن تتسع ل300 مقعد بيداغوجي لفائدة الطلبة في مرحلة ما بعد التدرج علاوة على مركز ثقافي إسلامي ومكتبة تضم 2000 مقعد. ويستقطب المشروع أزيد من 120 عاملا وتقنيا جزائريا سيستفيدون من الخبرة الصينية المعروفة بفعاليتها في تنفيذ مثل هذه المشاريع الضخمة التي تعد رمزا لاستعادة السيادة الوطنية يضيف المتحدث. ونوّه السيد علوي بتصاميم المشروع المتناهية الدقة خاصة المضادة منها للزلازل والهزات العنيفة بفضل نظام امتصاص الصدمات الذي يقلص قوة تأثير الزلزال عليه ب70 بالمائة، موضحا أن هذا المشروع سيوفر أكثر من 17 ألف منصب شغل منها 10 آلاف منصب لفائدة العمال الجزائريين و7 آلاف منصب للصينيين. وللاشارة، أعطيت إشارة الانطلاق الرسمي لانجاز مشروع مسجد الجزائر في 28 فيفري الماضي بعد أن تم التوقيع على عقد إنجاز وتسليم الأمر بالخدمة بين الوكالة الوطنية لانجاز وتسيير جامع الجزائر والشركة الصينية العمومية لهندسة البناء "تشاينا ستايت كونستراكشن". حيث قام بتوقع هذا العقد كل من المدير العام للوكالة السيد محمد لخضر علوي والرئيس المدير العام للمجمع الصيني في الجزائر "شان فانجيان" بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد ابو عبد الله غلام الله والمستشار برئاسة الجمهورية السيد محمد علي بوغازي.وسيستغرق إنجاز هذا المشروع الحضاري الكائن ببلدية المحمدية "شرق العاصمة" 42 شهرا، حيت سيتم تسليمه النهائي في السداسي الثاني من سنة 2015.