أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، السيد رشيد حراوبية، أول أمس بقسنطينة، أن كل الوسائل قد وضعت في متناول جامعة “منتوري” لتمكينها “من أداء المهام الوطنية التي أوكلت إليها بنجاح”. وصف الوزير مكانة جامعة قسنطينة، التي تتوفر على موارد بشرية هامة ذات كفاءة، ب«الاستراتيجية”، مشيرا إلى أن مشاريع هامة ذات صلة بالتعليم العالي قد استفادت منها هذه الجامعة، التي تعد رمزا للمعرفة والعلم وذلك للرفع أكثر من قدراتها في مجال التأطير البيداغوجي وتحسين أدائها في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية. وعبر السيد حراوبية في لقاء مع الصحافة نشطه عقب زيارة عمل قام بها إلى مدينة الجسور المعلقة عن “ارتياحه” لما تم إنجازه بقسنطينة على غرار المدينة الجامعية الجديدة وأشغال التوسعة التي شملت العديد من المعاهد وهياكل البحث العلمي. وذكر -في هذا السياق- أن الجزائر التي كسبت “معركة الكم” تعمل حاليا لتواكب “متطلبات الساعة” من خلال وضع تجهيزات نوعية وتأطير مرجعي في متناول الطلبة. ويؤطر الطلبة المسجلون في مختلف هياكل التعليم العالي والبحث العلمي أزيد من 45 ألف مدرس من بينهم 8 آلاف من ذوي الرتب العليا، حسب السيد حراوبية، الذي أشار إلى “أهمية إصلاح الجامعة الرامي إلى تحسين مردود الطلبة ومؤطريهم”. وألح الوزير على ضرورة “الإسراع في استعمال وسائل الاتصال والإعلام لتثمين المجهودات المبذولة من طرف الدولة لترقية الجامعة الجزائرية إلى مصاف الجامعات المرموقة”. وأكد -في هذا السياق- أن الجامعة الجزائرية التي كانت تعاني من مشكل “عدم اتضاح الرؤية” هي “في الطريق الصحيح” وذلك بفضل الاستعمال الأقصى لوسائل الاتصال. على صعيد آخر، وفي رده على سؤال حول الجامعات الخاصة، أوضح السيد حراوبية أن الجزائر التي فتحت منذ ما يزيد عن 4 سنوات المجال لإنجاز جامعات خاصة “لم تتلق إلى حد الآن أي طلب في هذا الشأن”. وحول تسجيل طلبة سوريين في الجامعات الجزائرية، أكد السيد حراوبية أن “جميع التسهيلات قد تم اتخاذها من أجل التكفل بهؤلاء الطلبة”. من جهة أخرى، وصف وزير التعليم العالي والبحث العلمي المرتبة الممنوحة للجامعة الجزائرية من طرف أكاديمية التصنيف للجامعات العالمية المعروف بتنصيف شانغهاي بالمشجعة، معتبرا أن الجامعة الجزائرية “بلغت مرحلة تمكنها من احتلال مكانة بين جامعات العالم رغم النقاط التي تحسب في غير صالحها، خاصة فيما يتعلق بتوظيف الفائزين بجائزة نوبل”. وأوضح الوزير أن التصنيف الأكاديمي للجامعات العالمية من طرف جامعة جياوتونغ بشانغهاي قد أفقد الجزائر نسبة 25 بالمائة من نقاطها، كما أثر على ترتيبها شرط توفر مؤطرين مسيرين لشركات ذات شهرة دولية، مما أدى إلى اقتطاع آخر بنسبة 25 بالمائة من النقاط. ودعا السيد حراوبية الملاحظين والمعلقين إلى “اتخاذ هذه التفاصيل كمرجع قبل إصدار “الأحكام”، مضيفا أن الجامعة الجزائرية التي انطلقت ب “أقل من 50 بالمائة من حظوظها”، تمكنت رغم ذلك من احتلال مكانة في المشهد العالمي للتعليم العالي متقدمة بذلك على آلاف الجامعات التي تخضع للتقييم من طرف جامعة جياوتونغ لشانغهاي، مشددا على “المجهودات المبذولة من طرف الدولة من أجل تحسين أكبر لنوعية الإنتاج الذي تقدمه الجامعة الجزائرية”. وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي -في هذا السياق- “إن الجامعة الجزائرية تمكنت من تحقيق، بعد 50 سنة من الاستقلال، إنجازات هامة على الصعيدين البيداغوجي واللوجستيكي على الخصوص”. ودعا كذلك إلى تثمين مكتسبات الجامعة الجزائرية التي تتوفر على خزان من الكفاءات تنشط عبر منشآت وهي بأعداد كافية وذات وسائل جد متطورة، مشددا على ضرورة تسليم الشطر المتبقي من مشروع المدينة الجامعية بالمدينةالجديدة “علي منجلي”.