واصل سائقوا القطارات لناحية الجزائر العاصمة إضرابهم لليوم السادس على التوالي ما تسبّب في اضطراب حركة تنقل المسافرين لاسيما على مستوى ضواحي العاصمة حسبما تمت معاينته أمس الأحد. وقد عبر عدد من المواطنين في محطتي أغا وحسين داي عن “استيائهم” إزاء هذه الوضعية التي تسببت في “إضطراب حركة تنقلهم” مما أدى إلى “تعطل مصالحهم”. وأشار مدير الموارد البشرية بالشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية السيد نور الدين دخلي أن “الإتصالات لا تزال قائمة” مع الفرع النقابي لمستودع الجزائر لنقابة سائقي القطارات “لوضع حد لهذا الإضراب في أقرب الآجال”. وأضاف أن الإدارة “تلقت أمس بشكل رسمي مجموعة من المطالب” من طرف الفرع النقابي مشيراً إلى أن هذه المطالب تتمثل في “عدم فصل السائق الذي كان سبباً في وقوع حادث خطير يوم 22 أوت 2011 بالقرب من محطة مدينة قورصو في الخط الرابط بين الجزائر وقسنطينة”. ويذكر أن حادث قطار وقع في 22 أوت 2011 تسبب في وفاة أحد عمال السكة الحديدية وإصابة 45 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة بالإضافة إلى خسائر مادية معتبرة. وأوضح السيد دخلي أن أرضية المطالب تتضمن كذلك “مجموعة من المطالب الإجتماعية تكمن في الزيادة في بعض المنح وتقليص ساعات العمل وتحسين الظروف المهنية والأمنية لسائقي القطارات”. وأوضح أن السائقين واصلوا إضرابهم إلى غاية أمس رغم أن القضاء قد فصل يوم الخميس الماضي في “عدم شرعيته وضرورة التحاقهم بمناصبهم ما يحتم على الشركة اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة في مثل هذه الحالات”. وأضاف أن الإضراب “تسبب في خسائر كبيرة للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية رغم ضمان الحد الأدنى من الخدمة” مشيراً إلى أن الشركة تضمن نقل المسافرين على مستوى الخطوط الكبرى أي عنابة وقسنطينة بصفة عادية ووهران برحلتين في اليوم عوض أربعة رحلات كما تقوم برحلات محدودة صباحاً ومساء لضواحي العاصمة بعدما كانت تضمن رحلة كل نصف ساعة. ومن جهته اعتبر الأمين العام للفرع النقابي لمستودع الجزائر لنقابة سائقي القطارات السيد صيد عبد القادر أن الهدف من الإضراب هو “تحسيس المسؤولين بالشركة بغياب شروط الأمن بالقطارات”، وكذا “إعادة التحقيق لكشف الأسباب الحقيقية للحادث الذي وقع في 22 أوت 2011”. وحسب المتحدث فإن الحادث يعود إلى”خلل في الإشارات وليس لخطأ ارتكبه السائق”. كما كشف نفس المتحدث عن اجتماع جمع مساء أمس ممثلين عن الفرع النقابي بالمفتش العام لوزارة النقل لوضع حد للإضراب المفتوح الذي شرع فيه سائقو القطارات يوم الثلاثاء الفارط. وتجدر الإشارة إلى أن وزير النقل السيد عمار تو أكد أمس على هامش جلسة مناقشة مخطط عمل الحكومة بالغرفة السفلى للبرلمان أنه أعطى تعليمات لمديرية الشركة “للتباحث مع ممثلي العمال حول الحلول الممكنة لهذا الإضراب” معبراً عن أمله في التوصل إلى حل قريبا.