كانت مشاركة فنان الشريط المرسوم سفيان بلعسكري، مثمرة بلوحات من عمله “ريح الحرية” وهذا أثناء الطبعة الرابعة للمهرجان الدولي للشريط المرسوم حيث تحصّل على الجائزة الثانية للمواهب الشابة، ليعود هذه المرة بألبوم كامل عن نفس العمل ويقدّمه إلى محبّيه. ”المساء” التقت سفيان بلعسكري أثناء مشاركته في الطبعة الخامسة للمهرجان الدولي للشريط المرسوم الذي تختم فعالياته اليوم، وطرحت عليه أكثر من سؤال حول مسيرته في عالم الفن التاسع وفي هذا السياق، ذكر سفيان (صاحب العشرين ربيعا)، أنّ حبه للشريط المرسوم يعود إلى صغره، أما عن انطلاقته في تجسيد هذا الحب إلى عمل وحياة، فكان ابتداء من سن الثالثة عشر، ومن ذلك اليوم لم يتوقف عن تحقيق حلمه، وهاهو اليوم يصدر ألبومين كاملين الأول بعنوان “دراهم” والثاني “ريح الحرية”. واعتبر سفيان نفسه هاوياً، إذ أنه ما يزال في مرحلة التكوين في مجاليّ الرسم والسيناريو ولم يصل بعد إلى مرحلة النضج الكافية التي تمكّنه من اتخاذ أسلوب خاص به في الشريط المرسوم، أما عن ولع الشباب بالمانغا أكثر من حبهم للشريط الكلاسيكي أو الذي يطلق عليه “الفرنسي البلجيكي”، قال سفيان أنه شخصيا، أوّل شريط مرسوم قرأه كان في نوع المانغا كما أنّه من السهل قراءة وتحميل المانغا في الانترنت، إلا أنه ومع ذلك فهو لا يرسم المانغا مائة بالمائة مقدماً مثالا ألبوم “ريح الحرية” الذي قال أنه جاء بالأبيض والأسود وكأنه من أسلوب “كوميكس” أكثر من المانغا. ودائما عن البوم “ريح الحرية”، أشار سفيان، (طالب بالسنة الثالثة هندسة مدنية)، أنّه رسمه أكثر من مرة وكان في كل مرة يعيد بعضه إلى أن أصدره في شكل ألبوم، مضيفاً أن فكرة هذا العمل تبلورت عنده سنة 2009 حيث نشر بعضاً من لوحات العمل في مجلة “لابتسور” ومن ثم شارك بها في الطبعة السابقة للمهرجان الدولي للشريط المرسوم وتحصل بها على الجائزة الثانية للمواهب الشابة. ويحكي البوم “ريح الحرية” قصة شاب اسمه مراد يقرّر الالتحاق بالكفاح المسلح لنصرة الحق وتحقيق الهدف الأسمى المتمثّل في تحرير البلد من الاستعمار الغاشم وتتفاعل الأحداث ويستشهد البطل بعد أن يطلب من رفيق له في السلاح تقديم رسالة لأمه في حال استشهاده يخبرها فيها بأنه لم يكن باستطاعته إلاّ أن يرفع السلاح في وجه المحتل حتى ولو تطلب منه ذلك تقديم حياته، مضيفاً أن الموت من أجل قضية يعتبر عند الله حياة لا نهاية لها وأن الموت من أجل الوطن ما هو إلا مجرد واجب ليختتم رسالته بأن والدته قدمت تضحيتها هي الأخرى لأنها ضحت بابنها الغالي، ليطلب منها أن لا تبكي وأنه يحبها جداً. وفي هذا السياق، أكد سفيان أن ألبومه الأخير صدر صدفة هذه السنة التي نحتفل بها بخمسينية الاستقلال، معتبراً أنّ اهتمامه بتاريخ البلد يعود إلى زمن بعيد، كما يدخل في إطار حبه للتاريخ بصفة عامة، فهو مهتم بتاريخ فلسطين مثلا والحروب العالمية وغيرها، كما قام أيضا في ألبومه بترجمة مقاطع من النشيد الوطني إلى اللغة الفرنسية التي استعملها في البومه هذا معتبراً أنه يقصد من استعماله لهذه اللغة في أعماله مسّ جمهور آخر غير الجزائري وكذا الناشرين الفرنسيين. بالمقابل، تناول سفيان في البومه الأول “دراهم” قصة شاب يجد حقيبة مملوءة بالأموال ويفكر في طريقة استغلال هذا الكنز، كما شارك أيضا في الألبوم المشترك “مونستر” (الوحش) الذي يعتبر خلاصة الورشات التي نُظمت في الطبعة السابقة لمهرجان الشريط المرسوم، بالإضافة إلى مشاركته هذه السنة في ألبوم مشترك ثان “ورثة 1” بلوحات حول موضوع الألغام المضادة للأشخاص وتحكي قصة طفل يحلم بأن يصبح رياضياً ويقص حلمه لأصحابه وفجأة يتعرض لانفجار لغم. وعودة إلى بدايات ابن الباهية وهران في عالم نشر الشريط المرسوم، حيث بدأ في نشر بعض لوحاته في مجلة لابستور المتخصصة وهذا حينما اكتشفها صدفة أثناء زياته للعاصمة، ليتمكن في الأخير من نشر البومين في دار زاد لينك صاحبة مجلة “لابستور”، ويرى محدثنا أن مستقبل الشريط المرسوم مزدهر في الجزائر حيث يتزايد محبيه في كل سنة، في حين يعتقد أن دور هذا الشريط في الجزائر يبقى ترفيهيا ولا يمكن له أن يلعب دوراً تحسيسياً على الأقل في هذه الآونة.