توفير الملاعب مسؤولية الدولة، لأن هذه المرافق لا تقل أهمية عن المدرسة والإكمالية والثانوية أو المستشفى والمعمل أو أي مرفق آخر. والمؤسف أن الانجازات الكبيرة التي تحققت في مجال توفير المرافق والتجهيزات الرياضية الكبرى، لم تستغل أحسن استغلال من قبل القائمين عليها، وكأني بها انشئت لتكون أشبه بمتاحف تفتح في أوقات معلومة وتغلق في مواقيت تشبه بكثير أوقات الادارة. ويكفي أن يقوم المرء بجولة عبر العديد من الملاعب والمركبات ليقف على هذا الواقع، ليرى بأن مرافقنا عاجزة عن تلبية طموحات تلاميذ المدارس وطلاب الثانويات وحتى الاندية، وإذا استغلت بانتظام فهي لا توفر الفرص المتكافئة للفئات المذكورة. وحتى إذا سلمنا بأن المركبات الرياضية الكبيرة ليست مخصصة لكل الفئات وأنها تستغل على مستوى معين، فإن واقع حال المركبات الجوارية قد يؤدي بنا إلى لفت انتباه المسؤولين لحثهم على تسخيرها لتلاميذ المدارس والاكماليات والثانويات، من أجل إحياء الزخم الذي كانت تحظى به الرياضة المدرسسية والجامعية التي كانت النواة الاساسية لخلق الرياضيين الجزائريين الذين يتمتعون بلياقة بدنية وبلياقة صحية ولياقة نفسية أيضا. إن غلق المركبات الجوارية في وجه البراعم المدرسية، يطرح السؤال: لمن بنيت، وإن غلقها في وجه شباب الاحياء بالمقابل أيضا يطرح اكثر من علامة استفهام حول مستقبل نشاط رياضة المنافسة التي كانت تنطلق من الحي وتصنع البطل في الحي، لأن المساحات الشاسعة التي كانت متوفرة في فترات سابقة، كانت تحفز الطفل على ممارسة النشاط الرياضي، حتى ولو كان فوضويا من حيث تنظيمه وتأطيره وأهدافه. إن الارباك الذي يلاحظ اليوم على إدارة الملاعب والمركبات الجوارية والقاعات، يجب أن يزول إذا كانت السلطات العمومية تسعى لإعادة تنظيم قطاع رياضة الممارسة، ولابد ان تعطى الأولوية لأطفال المدارس وذلك من واجب الدولة والمجتمع في آن واحد، كما لا يجب ان ننظر الى نشاط البراعم على انه مضيعة للوقت، لأن تكوين الرياضي يمر من هنا وعبر مراحل، وعلى الكل ان يدرك بأن الاندية قد تخلت عن التكوين بدليل ان المدارس الكروية لم نعد نسمع بها، وإذا وجدت فإن طاقة استيعابها محدودة جدا ونتائجها غير مضمونة، كما ان السباقات المدرسية وغيرها باتت محدودة، لأن حوافز الممارسة غائبة...