كشفت مصادر المعارضة السورية أمس أن الموفد الدولي إلى سوريا الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي يعتزم التقدم بمقترح يقضي بنشر قوة لحفظ السلام في سوريا. وقال مصدر من المجلس الوطني السوري المعارض على هامش المؤتمر الذي يعقده بالعاصمة القطرية الدوحة أن من بين الأفكار التي طرحها الإبراهيمي في إطار مساعيه لإنهاء الاقتتال في سوريا فكرة نشر قوة حفظ سلام هناك ولكنه أكد أن الأمر مازال قيد الدراسة والبحث. وكشف أحمد رمضان مدير المكتب الإعلامي للمجلس الوطني السوري أن الإبراهيمي إلتقى بأعضاء من مختلف أطياف المعارضة نهاية الأسبوع الماضي بالعاصمة التركية لاستقراء مواقفهم بناء على المقترحات التي انتهى إليها بعد أول جولة قام بها إلى عدد من العواصم وإلى سوريا منتصف شهر سبتمبر الماضي. وحتى وإن كان الإبراهيمي لم يكشف عن هذه القوة وطبيعة عملها والمهام الموكلة لها إلا أن الوزير الأول القطري حمد بن جاسم آل الثاني استبق ذلك وقال في ندوة صحفية مع نظيره اللبناني نجيب ميقاتي أن هذه القوة يجب أن تكون مسلحة وبقناعة أن بعثة كهذه دون أسلحة كافية ومتطورة لا يمكنها القيام بمهمتها ولذلك يتعين أن تكون كبيرة من حيث تعدادها وعدتها. وقال أن هوية هذه القوة لا يهم إن كانت أممية أو عربية ولكن المهم بالنسبة له يبقى وقف إراقة دماء السوريين وبالتالي يتعين انتظار نتائج المحادثات التي سيجريها الإبراهيمي مع السلطات السورية حول هذه القضية. يذكر أن الدبلوماسي الجزائري شرع في جولة إلى عواصم المنطقة سيختمها بمحطة العاصمة السورية حيث ينتظر أن يلتقي بالرئيس بشار الأسد للوقوف على نتائج مشاوراته وما هو مطلوب من دمشق فعله من أجل التوصل إلى أرضية تمهد لإيجاد حل سياسي توافقي بين الأطراف المتحاربة. ويبقى نجاح وفشل هذه القوة محكوما بمدى تجاوب السلطات السورية معها وهي التي رفضت إلى حد الآن كل فكرة لنشر قوات أجنبية فوق أراضيها بما فيها العربية بقناعة أن ذلك يعد تدخلا عسكرياً في شؤونها الداخلية وطالبت بدلا عن ذلك من الدول التي تدعم المعارضة المسلحة بوقف مدها بالأسلحة والأموال من أجل الإطاحة بنظامها. وإذا كان الإبراهيمي لم يكشف إلى حد الآن عن هذه القوة فإنه اكتفى بالدعوة انطلاقا من العاصمة الإيرانية طهران إلى وقف لإطلاق النار بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك ربما ليكون ذلك أول وقف لإطلاق النار في مسار المواجهات التي دخلت شهرها العشرين وقد يعتمد بشكل آلي لإقراره من طرف الفرقاء قبل الاحتكام إلى مفاوضات قد تنتهي إلى حل سياسي دائم.