يزور أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الجزائر بداية شهر ديسمبر القادم، للإشراف رفقة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على توقيع جملة من الاتفاقيات، منها اتفاقية مشتركة تخص إنشاء شركة مختلطة للحديد والصلب بمنطقة بلارة في جيجل، تم مساء أمس التوقيع عليها بالأحرف الأولى في الجزائر العاصمة. وأعلن عن الزيارة الوزير القطري للمالية والاقتصاد السيد يوسف كريم الذي ترأس وفد بلاده في المفاوضات الثنائية التي احتضنتها العاصمة والتي تخص سبعة ملفات تعاون في قطاعات الطاقة والمناجم والصناعة. المفاوضات التي استمرت أكثر من 16 شهرا، حسب وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار السيد شريف رحماني، توجت أمس بالتوقيع المبدئي على أولى الاتفاقيات في مجال الحديد والصلب. مشروع يقضي بإنشاء شركة مساهمة مشتركة، وسيسمح في مرحلته الأولى بإنتاج مليوني طن من الحديد والصلب بتكلفة ملياري دولار، حسب السيد رحماني الذي أوضح أن المشروع خضع للنقاش من طرف الجانبين الجزائري والقطري ودراسة من طرف مكتب "معروف عالميا". وأشار إلى أن الجزائر بحاجة إلى كميات من الحديد والصلب لتغطية احتياجاتها الوطنية والتقليل من الاستيراد، مضيفا أنه "قاعدة حقيقية للصناعة في الجزائر التي تطمح لاعادة بعث هذا القطاع". كما اعتبر أن المشروع "يعطي مجالا لفضاء اقتصادي حقيقي للجانب القطري"، مشددا على التوجيهات الصريحة من زعيمي البلدين بضرورة تقوية العلاقات الثنائية وإنجاز مشاريع تكون ملموسة لدى المواطن الجزائري ولها انعكاسات إيجابية عليه. ومن المقرر أن يبدأ إنجاز المشروع في 2013 ليدخل الانتاج سنة 2017 وسينتج أنواعا خاصة من الفولاذ لاسيما المسطح الذي يستخدم في صناعة السكك الحديدية. وبالنسبة للوزير القطري للمالية والاقتصاد، فإن مثل هذه الاستثمارات تأتي لتعكس الترابط الذي يجمع البلدين في المجال السياسي، مشيرا إلى أن "اللقاء الأخوي الأخير الذي جمع الرئيس الجزائري وأمير قطر كان مناسبة للحديث عن مبادرات من الطرفين للاستثمار وإنشاء شركات مختلطة". وتحدث عن اهتمام الجانب القطري بالاستثمار في مجالات عدة أهمها: اللوجيستيك والنفط والغاز والبيتروكيمياء والأسمدة والملاحة والنقل البحري وصناعة السيارات، وتسعى قطر -حسب الوزير القطري- لتشجيع الشركة الألمانية فولكسفاغن التي تمتلك فيها بلاده أسهما من اجل إقامة مصنع للسيارات في الجزائر، معتبرا أن مشروع الحديد والصلب "نواة" لهذه المشاريع. كما تحدث عن نية البلدين في إنشاء صندوق مختلط من أجل إنجاز مشاريع مشتركة بالخارج بالنظر إلى تجربة قطر في هذا المجال. وكشف السيد يوسف كمال أن المفاوضات بين الطرفين كانت جدية ومثمرة، وأنه كان "متخوفا" في البداية من اخذ مدة أطول للوصول إلى اتفاق، لكن الأمر تطلب -كما أضاف- ساعتين درس فيها الوفدان "سبع ملفات يرتقب أن تكون جاهزة في الزيارة القادمة لأمير قطر إلى الجزائر". للإشارة، تم مساء أمس، التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق إنشاء شركة مختلطة للحديد والصلب وذلك على هامش أشغال اللجنة الجزائرية القطرية المشتركة وذلك بحضور وزير المالية السيد كريم جودي رئيس الوفد الجزائري وإطارات من البلدين. واعتبر وزير المالية أن النقاش متواصل بشأن باقي الملفات التي يرتقب أن يتم الاتفاق بشأنها لاحقا، والمهم الآن –كما أضاف- هو مشروع الحديد والصلب الذي له اثر كبير في انخفاض الاستيراد وخلق مناصب عمل ودعم النمو الاقتصادي. واستقبل الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، أمس، السيدين يوسف حسين كمال وزير الاقتصاد والمالية ومحمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة لدولة قطر. وأوضح بيان لمصالح الوزير الأول أن هذا اللقاء سمح ب«التطرق إلى حالة تقدم مشاريع التعاون الجاري وكذا فرص الاستثمار الجديدة". وقد جرى اللقاء بحضور السيدين يوسف يوسفي وزير الطاقة والمناجم وشريف رحماني وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار.