تجمع العشرات من المواطنين الجزائريين وأبناء الجالية الفلسطينية المقيمين ببلادنا، صبيحة أمس، بمقر سفارة فلسطين بالجزائر في وقفة احتجاجية وتضامنية مع أبناء فلسطين بقطاع غزة الذي يتعرض حاليا لهجوم شرس وقصف عدواني جائر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي مخلفا عشرات القتلى والجرحى وسط صمت دولي وعربي متواصل مقابل هبة شعبية سجلت بالعديد من عواصم العالم الرافضة للعدوان. ولم يشذ الشعب الجزائري عن القاعدة بحيث فضل التعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني المقاوم وما يحدث في قطاع غزة في وقفة تضامنية بالمقر الجديد لسفارة فلسطين بالجزائر بعين الله ببلدية دالي إبراهيم بالعاصمة بحضور السفير الفلسطيني بالجزائر السيد حسين عبد الخالق الذي استنكر الهجوم الشرس على أبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، مصنفا ما يحدث من اعتداء ضمن سياسة الإبادة أو "الإفناء" التي انتهجتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني . وفي كلمة ألقاها أمام جموع المتضامنين، انتقد السفير الفلسطيني بالجزائر، السيد حسين عبد الخالق، لجوء إسرائيل إلى سفك الدماء الفلسطينية واستغلالها كمادة لحملتها الانتخابية، مشيرا إلى أن القوى السياسية الإسرائيلية تسعى إلى اقتراف مزيد من الجرائم لتثبت قدرتها على السيطرة على الوضع وبالتالي كسب مزيد من التأييد الداخلي وأصوات الناخبين.. وهي أيضا -يضيف السفير- محاولة لكسر صمود الشعب الفلسطيني المقاوم. وأشار المتحدث إلى سلسلة الجرائم التي تمارسها إسرائيل في الآونة الأخيرة ضد الشعب الفلسطيني والتي لا تحتاج -حسبه- إلى تبرير لأنها في الحقيقة تعبر عن حقيقة الكيان الإسرائيلي وعدوانيته، مضيفا أن ما يحدث يدخل في إطار الحملة الانتخابية والانتخابات المسبقة، التي دعا إليها نتنياهو لكسب مزيد من الأصوات، ولم يخف السيد عبد الخالق تخوفه من تحالف ليبرمان ونتنياهو المرتقب والذي سيدخل المنطقة في مرحلة عنف لا مثيل له، مضيفا أنه لا يستبعد شن إسرائيل حربا برية على قطاع غزة في خطوة لتحويل الأنظار الداخلية وإلهائها عن الأزمات السياسية التي تعيشها إسرائيل والتي لن تجد مخرجا لها إلا من خلال خلق جو من الحرب. ودعا عبد الخالق إلى استغلال هذه الأوضاع وهذا العدوان من أجل توحيد الصف الفلسطيني وشجب الانقسام الحاصل والذي استغلته إسرائيل من خلال اعتداءاتها المتكررة وغير المبررة على الشعب الفلسطيني سعيا منها لكسر صمود الشعب والنيل من عزيمته ومقاومته وهو الذي يفضل الشهادة فوق أرضه على الموت مطرودا أو منفيا خارج الديار عملا بمبادئ شهيد المقاومة ياسر عرفات الذي قال يوما إن إسرائيل تريده أسيرا أو طريدا لكنه سيكون شهيدا.. شهيدا..شهيدا. وتعتقد إسرائيل -كما قال- أنها بالحصار والتدمير والاغتيالات تستطيع كسر عزيمة وصمود الفلسطينيين وأنها ستقطع الطريق أمام مساعي القيادة الفلسطينية الرامية إلى خوض كفاح من نوع آخر من أجل الحصول على عضوية فلسطين كمراقب بالأمم المتحدة، وذلك في ال29 نوفمبر الجاري وهو القرار الذي لقي تأييدا من قبل أزيد من 130 دولة مقابل مخاوف إسرائيلية من كسب الفلسطينيين مزيدا من الدعم والتأييد الدولي. وفي السياق، هتف المتضامنون بشعارات تدعو إلى الوحدة والصلح بين الفصائل الفلسطينية كما نادوا لنصرة غزة في مثل هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها والتي ستخرج منها منتصرة وواقفة تماما كما كان الحال منذ خمسة أعوام عندما أقدمت إسرائيل على تدمير غزة بالكامل لكنها أعادت بناء نفسها من جديد رغم الحصار والمعاناة.