شكل موضوع “ البعد الوحدوي في النضال المغاربي “ محور ندوة فكرية مغاربية بمدينة الدارالبيضاء بالمغرب، جمعت مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث ومؤسسة مفدي زكرياء، في رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية، تسفر مساء اليوم عن توقيع اتفاقية شراكة بين المؤسستين في مجالات البحث والثقافة، من شأنها أن تكون نموذجا ملموسا في التبادل الثقافي والفكري بين البلدين. الندوة التي تختتم اليوم، من المنتظر أن تشهد ثمار مساهمة الباحثين والمؤرخين المغاربة والجزائريين، في تكريم روح شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء، وروح شهيد المقاومة المغربية محمد الزرقطوني، بما يحمله ذلك من دلالات عميقة على أبعاد الرؤى المتحكمة في مثل هذه المواقف، وخاصة على مستوى تكريس تقليد الاحتفاء برموز الذاكرة النضالية المغاربية المشتركة، وتمهيد الظروف للبحث في خبايا هذه الذاكرة وللكشف عن أسرارها، عن منطلقاتها وعن آفاقها. وقسمت الندوة على أربع جلسات، وتم عرض شريط وثائقي حول سيرة مفدي زكريا عقب الجلسة الافتتاحية التي كانت رسمية بمداخلات كل من عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ورئيس مؤسسة محمد الزرقوطني للثقافة والأبحاث، وكلمة سليمان شيخ رئيس مؤسسة مفدي زكريا، وكلمة المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، واستهلت مداخلات الأساتذة بمحاضرة للجزائري الأستاذ محمد لحسن زغيدي عن البعد المغاربي في النصوص الأساسية للحركة الوطنية والثورة الجزائرية. وفي ختام الندوة، يرتقب أن يحاضر الدكتور يحيى الشيخ صالح في موضوع “وحدة المغرب العربي في شعر مفدي زكريا.. العوامل والتجليات”،يليه الدكتور محمد معروف الدفالي بمحاضرة عنوانها “البعد الوحدوي في النضال المغاربي.. محطات ورموز”، يتبعه الدكتور مصطفى بوعزيز ليتطرق إلى موضوع “تساؤلات حول تعقيدات كتابة تاريخ هادئ لجيش التحرير المغربي”. الجلسة الثانية ستخصص لموضوع “المقاومة والوحدة في شعر مفدي زكريا، وسيتناول الدكتور محمد ناصر بوحجام موضوع “مفدي زكريا شاعر رسالة في عصيدة الذبيح الصاعد”، والدكتور يوسف الناوري سيطلع الحاضرين والمشاركين على موضوع “شعر المقاومة في المغرب العربي، تجربة الوحدة والأحاديث”، لتختتم فعاليات الندوة بعرض شريط وثائقي حول سيرة الشهيد محمد الزرقوطني. وتأتي خلفية تنظيم هذه الندوة الفكرية، إيمانا من المؤسستين بالدور التاريخي الذي اضطلعت به تنظيمات الحركة الوطنية والمقاومة المسلحة بالأقطار المغاربية في مجال تدعيم العمق الوحدوي في النضال التحرري بالمنطقة، ووعيا منهما بأهمية دروس هذه المهام والعبر الإنسانية العميقة، واحتفاء كل منهما بذكرى عيد الاستقلال بالبلدين الشقيقين، وإدراكا منهما لأهمية اللقاءات والمنتديات والندوات الفكرية والمشتغلة على ذاكرة النضال الوحدوي المغاربي.