ينتظر سكان بلدية الكاليتوس تدخل السلطات المحلية لإزالة العديد من النقائص التي تؤثر على المحيط وصحة المواطنين، وفي مقدمتها إعادة النظر في عملية جمع ورفع النفايات التي أصبحت ديكورا لا يغادر الأرصفة وزوايا البنايات، وكذا توفير المرافق الضرورية بالجهة الغربية للمدينة، وعلى رأسها الهياكل الصحية التي تبقى هاجس السكان الذين يتنقلون نحو الضفة الشرقية على مسافة أكثر من كيلومترين، علما أن القاعة متعددة الخدمات التي تم إنجازها بحي 500 مسكن لا تزال غير مستغلة لأسباب يجهلها المواطنون. على الرغم من الإستراتيجية التي اعتمدتها المصالح البلدية خلال العهدة الماضية لتطهير المحيط والتحكم في عملية التنظيف، وإزالة مختلف النقاط السوداء التي تطبع الأحياء السكنية وغيرها من المرافق العمومية، والتي زادت من حدتها التجارة الفوضوية - التي أزيلت وعادت من جديد-، إلا أن الوضعية لا تزال دون المستوى المطلوب.
تطهير المحيط بحاجة إلى توفير الوسائل والأعوان وفي هذا الإطار، ذكر من التقيناهم بأحياء حيدوسي، 621 مسكنا، 917 مسكنا، أنه يتطلب إعادة النظر في مخطط التطهير، وذلك من خلال رفع عدد أعوان النظافة وشاحنات رفع القمامة، مشيرين إلى أن مبادرة البلدية التي تم تجسديها منذ عدة أشهر للقضاء على المفرغات العشوائية، لم تؤت أكلها على أحسن ما يرام، ويتعلق الأمر بالحاويات نصف المدفونة التي طبقتها بلدية الكاليتوس لأول مرة في الجزائر كتجربة رائدة، وقد صارت هذه الحاويات غير كافية لإخفاء الكم الهائل من النفايات التي يرمي بها السكان والتجار بطرق غير منظمة، لذلك يطالب السكان والتجار على حد سواء رفع عدد هذه الحاويات خاصة بالأحياء ذات الكثافة السكانية العالية، كما ينتظرون تحرك المجلس البلدي الجديد الذي يترأسه”المير” السابق الفائز بعهدة جديدة، وصاحب فكرة الحاويات نصف المدفونة.
المرافق الصحية والتربوية غير كافية أما في الجانب الصحي، فلا يزال نقص المرافق يصنع متاعب المواطنين، لاسيما في الأحياء الجديدة من غرب المدينة، وينتظر السكان بفارغ الصبر فتح المستوصف الجديد بحي 500 مسكن الذي سيخفف من ننتقل المواطنين إلى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية الواقعة في الجهة الشرقية، والتي تشهد اكتظاظا ملحوظا ونقصا في وسائل التطبيب، وقال أحد سكان حي 621 مسكنا؛ إن نقص التغطية الصحية أصبح هاجس الجميع، مما يجعلهم يتنقلون إلى البلديات المجاورة كبراقي ومستشفى زميلي والحراش. ونفس الوضعية يشهدها قطاع التربية، حيث أن المدارس الابتدائية لم تعد منذ سنوات تستوعب العدد الهائل من التلاميذ، مثلما هو الحال بمدرسة 621 مسكنا التي صار عدد التلاميذ بها يتجاوز ال 45، وفي هذا الصدد اشتكى المعلمون هذه الوضعية التي ذكروا أنها أرهقتهم وصعبت العملية التربوية، فرغم تطبيق “نظام الأقسام الدوارة”، إلا أن المشكل يبقى قائما، ولذلك يرفع أولياء التلاميذ هذا الإنشغال إلى مديرية التربية لشرق ولاية الجزائر، وكذا مصالح البلدية لتحسين هذه الوضعية.
المرافق الشبانية شبه منعدمة الزائر للجهة الغربية لمدينة الكاليتوس، يلاحظ الغياب التام للهياكل الشبانية، ما عدا القاعة متعددة الرياضات التي تضم ملعبا صغير لكرة اليد وقاعة الرياضات القتالية؛ كالجيدو، الكونغفو، اللايكيدو، الفوفيتنام....وغيرها، إلا أن ميادين ممارسة كرة القدم منعدمة تماما بمختلف أحياء هذه الجهة، حيث يضطر شبان أحياء 300 مسكن، 621 مسكنا، 400 مسكن و500 مسكن، إلى غلق الطرقات بمتاريس وأحجار لإجراء المقابلات، مانعين بذلك مرور المركبات، وقد تسببت هذه الوضعية في حدوث مناوشات بين الشبان والسكان المجاورين، وبلغت بعض الحالات إلى استدعاء أفراد الشرطة.
النقل غير مضمون بالأحياء الداخلية إلى جانب ذلك، فإن غياب النقل وسط أحياء الكاليتوس يطرح بقوة من طرف المواطنين، حيث يُلزم سكان الأحياء بالتنقل إلى محطة النقل بطرف المدينة، أو انتظار الحافلات التي تمر بالشارع الرئيسي (الطريق الوطني رقم 8) وتضمن النقل نحو بومعطي بالحراش محطة 2 ماي بسيدي أمحمد، أو محطة عيسات إيدير، لكن “النقل البيني” وسط الأحياء لا يزال غائبا ببلدية الكاليتوس، ورغم أن بعض الأحياء الجديدة تم بها توفير إنجاز مواقف للحافلات وواقيات، كتلك التي توجد بالطريق الذي يمر بين أحياء 300 مسكن، 400 مسكن، 621 مسكنا و500 مسكن، لكن هذه المواقف بقيت هياكل بلا روح منذ أزيد من سنتين، وقد طالها الصدأ وتم تخريبها بشكل واضح، وفي ظل هذه الوضعية، يجد المواطنون صعوبة في الوصول إلى مساكنهم، حيث يتحتم عليهم المشي على الأقدام على مسافة قرابة الكيلومتر، كون المسالك غير متوفرة لخدمة النقل.
التسوق فوضوي في انتظار توفير المرافق كما لا يزال مشكل التسوق هاجس المواطنين الذين كانوا يجدون ضالتهم في السوق الفوضوية بالقرب من عمارات حي”عدل”، وبعد إزالتها في إطار الحملة، واجه السكان مشكلا كبيرا في اقتناء مستلزماتهم، لكن الآن وبعد عودة طاولات السوق الفوضوية بشكل جزئي، فإن المواطنين يطرحون صعوبة التسوق في حال إزالة هذه الطاولات، وتطهير المكان، ونفس الشيء بالنسبة لسوق الضفة الشرقية بحي حيدوسي، حيث أن وضعية المحيط صارت لا تطاق، والطاولات المنصوبة وسط الحي والنفايات المترامية هنا وهناك أخلت المحيط وحولته إلى أشبه بالمفرغة العمومية، بالنظر إلى ما يتركه التجار على الرصيف من قمامات، ويأمل السكان في هذا الصدد في أن يعجل المجلس البلدي الجديد بتوفير فضاءات منظمة ونقية للتسوق وعرض السلع في ظروف صحية.