البحث عن شاب أو شابة مبدعة في الصالون الوطني الأول للإبداعات الشبانية الذي حل محل صالون الدمية، أضحى كالبحث عن إبرة في كومة قش، لأن كل الأجنحة عبئت بالدمى المصنوعة بطرق مختلفة، مما صعب مهمة البحث عن إبداع من نوع آخر، ومع هذا وبعد بحث طويل، وقفت „المساء“ عند بعض المبدعين الذين عرضوا أمورا أخرى غير الدمية. حملت „المساء“ السؤال التالي لدى تجولها بين مختلف أجنحة المعرض؛ فيم يتمثل إبداعك الذي تشارك به في هذه الطبعة؟ فكانت البداية مع السيدة حورية دحماني من ولاية تيبازة، منشطة بدار الشباب قاصدي عبد السلام بفوكة، حيث قالت؛ „بعد ما تبين لي أن الصالون يبحث عن مبدعين وأن لا علاقة له بالدمية، ارتأيت إظهار ما أعتقده إبداعا، كتطريز غرزة الحساب على قماش „الساتان“، إذ نعتبر السبّاقين في اكتشافه. وأردفت قائلة؛ „لا يخفى عليكم أن غرزة الحساب عادة ما تطرز على بعض أنواع الأقمشة، على غرار „الميتيس“ و „السوسدي“، وأنه من المستحيل القيام بهذا النوع من التطريز على قماش „الساتان“، غير أننا تمكّنا على مستوى فوجنا من تحدي المستحيل وتطريز هذه الغزرة على „الساتان“، فأبدعنا نوعا جديدا من الألبسة التي لقيت إعجابا وترحيبا من قبل كل من اطلع عليها“.
جناح أدرار يكشف عن مشروع شاعرة مبدعة من بين الإبداعات الشبانية، وقفت „المساء“ عند الإعداد لمشروع شاعرة بجناح أدرار، وفي دردشة جمعتنا بشاعرة المستقبل، قالت الشابة فاطمة؛ „أستعد مع حلول السنة الجديدة 2013 لطرح مجموعة شعرية خاصة بي، تضم عدة ألوان شعرية، منها الشعر الفصيح، وقد كتبت في مواضيع مختلفة عن الأم، المرأة، الرجل وعن الثورة. وعن بدايتها مع الشعر، قالت؛ „كانت لدي ميول شعرية منذ صغري، وكانت الكتابة جزءا، مني إذ تجول في خاطري العديد من الأفكار التي أود ترجمتها بإحساس عال، فتجدني أكتب مقاطع شعرية محكمة وموزونة، وتعلق بالقول؛ „أعتقد أنني موهوبة، ولأن الموهبة تحتاج إلى غذاء لتنمو، فأنا أتابع دراستي ليكون لدي وزن بين الشعراء. أبت الشابة فاطمة إلا أن تطرب مسامعنا بمقطوعة شعرية من ديوانها الصغير الذي تقول فيه: تحياتي لكل المناضلات يرين العلم ويسرن المسافات يسارعن الزمن والحياة لتعود إليهن البسمات.
جيهان تؤلف كتابا عن دمية ألف ليلة وليلة رغبت الحرفية جيهان جلال من ولاية عنابة، أن تجعل مشاركتها مميزة هذه السنة في صالون الدمى بطبعته الثالثة، من خلال تأليفها لكتاب تحكي فيه الدمية عن تراث، عادات وتقاليد المجتمع الجزائري، وبعض المجتمعات بالمغرب والمشرق العربيين، واختارت له عنوان „دمية ألف ليلة وليلة“. حدثتنا عن فكرة الكتاب قائلة؛ „من حسن حظي أن فكرة الكتاب توافقت والصالون الوطني الأول للإبداعات الشبانية لأنه في اعتقادي يعتبر إبداعا. وأردفت قائلة؛ في الواقع، أنا أستاذة بالمركز الثقافي لولاية عنابة، أعمل على تلقين الأطفال الموروث الثقافي لمختلف ولاياتنا، وبحكم أنني حرفية في صناعة الدمى، قمت بإنجازات مختلفة، فعوض صناعة الدمى، قررت إثراء الساحة الأدبية بكتاب يجمع الموروث الثقافي؛ من أطباق وأزياء، ولم أحصره بالجزائر، بل ضمنت كتابي الموروث الثقافي لبعض الدول الصديقة والشقيقة. رسمت وجهي على كل الدمى التي يحويها الكتاب، واجتهدت لجمع معلومات مفيدة عن الزي التقليدي وبعض التقاليد والعادات بالمغرب والمشرق العربي، تقول جيهان، وتضيف؛ أسعى من وراء هذا العمل إلى تمكين الأطفال من قراءة دمية كل ليلة، ليكتشف الموروث الثقافي الذي يزخر به المجتمع الجزائري، المغرب والمشرق العربي على حد سواء.