أشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية، السيد دحو ولد قابلة، رفقة العقيد مصطفي لهبيري، المدير العام للحماية المدنية، أول أمس الخميس، على حفل تخرج دفعات سنة 2012 الذي تميز هذه السنة بتخرج 18 عونا في صنف كل من طبيب ملازم، ملازم أول وملازم من جمهوريات مالي والتشاد والنيجر وبوركينافاسو، بالإضافة إلى تخرج 5119 عون حماية مدنية في عدة رتب تقلو تكوينا خاصا لمدة سنة بمدرسة الحماية المدنية، على أن تتم مواصلة التكوين في الوحدات المتخصصة التي سيتم توزيعهم عليها. الحفل الذي حضره عدد من الوزراء وإطارات الدولة تميز بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الواجب قبل أن يتم تفقد عدد من تشكيلات وحدات الحماية المدنية من طرف كل من وزير الداخلية السيد دحو ولد قابلية والعقيد مصطفي لهبيري واللواء عبد الغاني هامل المدير العام للأمن الوطني، لتتم الموافقة بعد ذلك على إطلاق اسم الفقيد المقدم المجاهد جورج اونتوان اكمبورا على الدفعة التي ضمت 5119 عونا تابعين لكل من الدفعة ال11 لصنف طبيب ملازم وتضم 20 متربصا، الدفعة ال15 لفئة ملازم أول وتضم 49 متربصا، الدفعة ال43 لصنف ملازم وتضم 49 متربصا والدفعة ال41 لرتبة عون وتضم 5016، بالإضافة إلى تخرج طبيب ملازم أول من جمهورية التشاد وملازمين أولين من مالي والتشاد بالإضافة إلى 12 ملازما من النيجر، مالي، التشاد وبوركينافاسو، ليتم بعد ذلك تأدية اليمين واستلام وتسلم العلم الوطني.وفي كلمة ألقاها مدير المدرسة، السيد علام أحمد، نوه بنوعية التكوين المقدم للمتربصين في كل المجالات، مع إدخال التكنولوجيات الحديثة في كل مراحل التكوين حتى يكون عون الحماية المدنية في خدمة المواطن، مشيرا إلى أن شعار عون الحماية المدنية هو ”الواجب، الشرف، الوطن” جعل المدرسة تسهر على مسايرة كل التطورات العلمية خاصة وأن الأقطاب الصناعية بالجزائر في أوج مرحلة التطور والتوسع، وعليه وجب أقلمة نوعية التدخلات مع كل أنواع الأخطار والكوارث التي قد تحدث، مع ضمان السرعة وجاهزية كل الفرق. كما تميز حفل التخرج بتقديم عروض ومناورات لمختلف الوحدات أهمها الوحدة التي تم تشكيلها سنة 2008 والخاصة بالتدخل خلال حدوث تسربات نووية أو بتروكميائية، وهم فصيلة من الأعوان مجهزة بأحدث التقنيات في مجال التدخل والإجلاء السريع للضحايا، كما قدمت الفرق السينوتقنية عرض خاصا عن نشاط الكلاب المدربة في مجال الكشف عن مكان وجود الضحايا، ومن بين ما شد الحضور هي الشاحنة المجهزة بمقلد لزلازل تجوب الوطن في إطار حملة تحسيسية لصالح الجمهور العريض بغرض اكتساب معارف حول كيفية التصرف في حالة حدوث زلزال، وهي القافلة التي لقيت إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، لينتهي العرض بتقديم مجموعة من المناورات المتعلقة بالانقاض عبر الجور والسرعة في التحكم في الحرائق من خلال استعمال التجهيزات الحديثة.من جهته، صرح وزير الداخلية ل«المساء” أن وحدات الحماية المدنية تمكنت من بلوغ مستويات عالية في مجال التدخل وحماية سلامة المواطنين مهما كان الخطر، منوها بالمجهودات المبذولة من طرف المؤطرين للسهر على تكوين ورسكلة الأعوان في كل التخصصات.للإشارة، ولد الفقيد جورج أنطوان أكمبورا سنة 1926 من عائلة ذات أصول إيطالية ليختار سنة 1955 الانضمام إلى الكفاح المسلح ضد المستعمر الفرنسي رفقة مجموعة من الأوروبيين المناضلين في الحزب الشيوعي الجزائري. وفي هذا الإطار، انضم الفقيد إلى فرقة الصاعقة للجزائر الكبرى، حيث كان يحضر ويصلح الأسلحة في ورشة داخل ثكنة للإطفائيين بالعاصمة كما شارك في الهجوم على محافظة الشرطة بحي لارودوت (المرادية حاليا) ليتم اعتقاله سنة 1956 ويحكم عليه بالإعدام غير أنه استفاد من الإعفاء. وبعد الاستقلال تقلد الفقيد عددا من المسؤوليات في سلك الحماية المدنية ليتقاعد سنة 1990 ليرحل الفقيد في 11 فيفري 2012 بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 86 سنة.