يعاني المشهد الثقافي في منقطة الجنوب الجزائري، من ركود كبير نتيجة نقص الحركية الثقافية والإبداعية، مما أسفر عن روتين قاتل تسبب في جمود كبير، أسهم في عزلة المنطقة، رغم أنها تتوفر على خزان هائل للطاقات البشرية في نواحي الإبداع المختلفة. تعد بلدية الطيبات بولاية ورقلة ذات المساحة الشاسعة، نموذجا لذلك، إذ تعاني من ركود كبير نتيجة غياب الفعاليات الثقافية، ورغم جهود الحركة الجمعوية فيها، إلا أن غياب الإمكانيات المادية ونقص التنسيق فيما بينها أسهم في عدم تحقيق مبتغاها. المشهد الثقافي في منطقة الطيبات لا يختلف كثيرا عن باقي أرجاء ولاية ورقلة التي عرفت خلال السنوات الأخيرة، محاولات من هنا وهناك من أجل كسر روتين الخمول الذي انتاب كل الهيئات الثقافية والشبانية، ورغم تخصيص وزارة الثقافة لميزانية ضخمة من أجل إنشاء مكتبات لكل بلدية، إلا أن تفعيلها لا يزال بعيدا عن أهدافه. المكتبة البلدية بالطيبات نموذج لذلك، إذ رغم انتهاء أشغال إنجازها، تبقى أبوابها موصودة أمام شباب المنطقة الطامح والشغوف للقراءة والمطالعة، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات عن وجهة الملايير من السنتيمات المخصصة للتجهيزات والمعدات الخاصة بها، ويتساءل شباب المنطقة عن سبب التأخير في فتح أبواب المكتبة البلدية التي لطالما انتظروها بفارغ الصبر، كونها ستكون دون شك مرفقا ثقافيا هاما يكسر الجمود الخانق الذي تعيشه البلدية. المتابعون للشأن الثقافي في الطيبات، يلقون باللوم على الحركة الجمعوية التي تبقى مقصرة في مطالبتها بالاستفادة من خدمات مثل هذا المرفق المهم، إذ لم تسجل حتى الآن محاولات جادة للاستفسار من السلطات المحلية حول طبيعة التأخر في مباشرة المكتبة للعمل، وهو ما يطرح تساؤلات حول جدية القائمين على الفعل الثقافي في المنطقة.