من حق أية دولة أن تكافح الإرهاب بالطريقة التي تراها مناسبة وبالأساليب التي تخدم مصالحها، والجزائر التي وظفت ما رأته مناسبا لمعالجة المحنة الطارئة التي ألمت بها، لم تشذ عن هذه القاعدة في أزمة رهائن منشأة تقنتورين، لما تدخلت قوات الجيش الوطني الشعبي، وهو قرار يعد حكيما وسياديا، لأن الاعتداء وقع عليها وضد أمنها واستقرارها وقدراتها الاقتصادية. لقد أدركت الجزائر من الوهلة الأولى للاعتداء على المنشأة الغازية، أن عليها أن ترد على الفئات الدموية الباغية باللغة التي تفهمها، لأن ليونة المواقف والسقوط في الابتزاز والتفاوض يعني القبول بسياسة الأمر الواقع التي حاول المناورون وهذه الشرذمة فرضها بشتى الوسائل وأن الصمت على هؤلاء يعني إعطاءهم الفرصة لزعزعة وضرب استقرار الجزائر والزج بها في أزمة داخلية لبلد مجاور بعد أن فشلت هذه الجماعات في تحقيق مآربها يوم راهنت على تحريض الشعب الجزائري للانخراط في لعبتها القذرة. وإذا كانت الطريقة التي انتهجتها الجزائر للقضاء على العصابة الإرهابية متعددة الجنسيات التي قامت بالاعتداء على الموقع الغازي تيقنتورين بضاحية إن أمناس، لم تعجب بعض أولئك الذين آووا ووفروا لسنوات طويلة الملجأ الآمن للإرهابيين، فإن ذلك شأنهم وعلى كل المستاءين الذين كانوا ينتظرون أن تأذن لهم الجزائر بالتدخل أو أن تستجير بهم، أن يدركوا أن مثل هذه الممارسات ليست من أدبيات الجزائريين ولا من شيم هذا الشعب الذي علمتهم المحن كيف يحلون مشاكلهم بأنفسهم ويردون كيد الكائدين والمتآمرين.