مؤسسة الأرشيف الوطني تستلم جزءا من الأرشيف الخاص بالعلاقات الثنائية استلمت مؤسسة الأرشيف الوطني الجزائري، أمس، بالجزائر العاصمة، جزءا من الأرشيف الخاص بالعلاقات الجزائرية-اليوغسلافية، يتمثل في وثائق تخص لقاءات ومفاوضات بين كبار المسؤولين في الجزائر وما كان يعرف سابقا بدولة يوغسلافيا من بداية خمسينيات القرن الماضي إلى سنة 1980. واستلم هذه المادة التاريخية، المدير العام للأرشيف الوطني السيد عبد المجيد شيخي من طرف مدير عام أرشيف يوغسلافيا بدولة صربيا السيد ميلادان ميلوزوفيتش، وذلك على هامش أشغال الملتقى الدولي حول "العلاقات التاريخية الجزائرية-اليوغسلافية بين 1954- 1980 " وفي كلمة له بهذه المناسبة، أكد مدير عام أرشيف يوغسلافيا بدولة صربيا، أن ما تم تقديمه للجزائر "يمثل جزءا مما تم الاحتفاظ به في أرشيف عسكري ودبلوماسي" يخص علاقات البلدين. وأبرز السيد ميلوزوفيتش، أن هذه المادة التاريخية من شأنها "إثراء الأرشيف الجزائري وتمكين المؤرخين الجزائريين من دراسة تاريخ الجزائر وعلاقاتها بيوغسلافيا"، علما أن هذه المادة التاريخية قدمت باللغتين الصربية والفرنسية. بدوره، ثمن السيد شيخي هذه المبادرة وذكر بتجربة مؤسسته في سعيها نحو استرجاع ما أمكن من أرشيف يخص علاقات الجزائر بالدول الأخرى، على غرار تجربتها مع تركيا بخصوص تاريخ التواجد العثماني بالجزائر ومع يوغسلافيا (سابقا) بشأن الأرشيف السينمائي. يذكر، أن مؤسستي الأرشيف في الجزائر وصربيا قد وقعتا سنة 2009 ببلغراد اتفاقية تخص التعاون في مجال أرشيف الجزائر ودولة يوغسلافيا. من جهة أخرى، سلطت مؤسسة الأرشيف الوطني الجزائري خلال الملتقى، الضوء على العلاقات التاريخية الجزائرية-اليوغسلافية بين 1954 و1980 بمشاركة مؤرخين من الجزائر وصربيا. ويندرج تنظيم هذا الملتقى -حسب منظميه- في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى ال50 لاسترجاع السيادة الوطنية، تجسيدا لتوصيات اللجنة المختلطة للتعاون الجزائري- الصربي. وأشار المنظمون، إلى أن هذا المتلقى يرمي أيضا إلى تسليط الضوء على فترة من فترات تاريخ الجزائر وكذا جمع تراث الأرشيف الجزائري المتواجد في يوغسلافيا (سابقا)، بهدف كتابة تاريخ الجزائر من خلال الأرشيف. كما يناقش الملتقى، مواقف يوغسلافيا من القضية الجزائرية إبان الفترة الاستعمارية، وكذا العلاقات بين البلدين بعد استرجاع السيادة الوطنية، فضلا عن إرساء ميكانيزمات للتعاون بخصوص جمع الوثائق وتمكين الباحثين من استغلال هذا التراث. وفي افتتاح هذا اللقاء، أبرز المدير العام لمؤسسة الأرشيف الوطني الجزائري السيد عبد المجيد شيخي، الجهود المبذولة من طرف مؤسسته ومؤسسة أرشيف صربيا، من أجل توفير مادة تاريخية تساعد الباحثين على إعداد بحوثهم ودراساتهم حول جزء من تاريخ الجزائر. وتابع السيد شيخي، بأن مؤسسة الأرشيف الجزائري تطمح إلى توسيع مجهوداتها لتشمل كل البلدان التي عرفت بالاشتراكية والتي كان لها دور كبير في مساعدة الثورة الجزائرية. من جانبه، تطرق سفير صربيا بالجزائر السيد ميروسلاف شيستوفيتتش إلى القيم المشتركة التي بنيت على أساسها العلاقات التاريخية بين الجزائر ويوغسلافيا، لاسميا تلك التي دافعت عنها حركة عدم الانحياز. كما أبدى المسؤول الصربي "افتخاره" بهذا الميراث المشترك، مبرزا أنه يمكن حاليا مناقشة القضايا الدولية بالاستناد إلى ذات المبادئ والقيم،كاحترام القانون الدولي وسيادة الدول. كما أشار، السيد شيستوفيتتش إلى أن الجزائر وصربيا في طريق بناء علاقات تعاون اقتصادي وسياسي "جيدة". بدوره، ثمن مدير عام الأرشيف اليوغسلافي بدولة صربيا السيد ميلادان ميلوزوفيتش، التعاون القائم مع الجزائر في مجال الأرشيف وحفظ الذاكرة، بهدف نقلها إلى الأجيال الصاعدة. وأوضح المتحدث، أن تنظيم هذا الملتقى يشكل المشروع الثاني في التعاون القائم بين البلدين بخصوص الأرشيف، مذكرا بالمعرض الذي تم تنظيمه بالجزائر خلال شهر جويلية المنصرم وببلغراد في ديسمبر الماضي. ويناقش هذا الملتقى عدة محاور من بينها، "موقف يوغسلافيا المساند لحرب التحرير (1954-1962)" و«علاقات الجزائر بيوغسلافيا المتضامنة مع القضية الجزائرية في المحافل الدولية" وكذا "يوغسلافيا والعالم العربي" و "التعاون الجزائري- اليوغسلافي في المجال الاقتصادي والثقافي والعلمي بعد الإستقلال".