سلطت مؤسسة الأرشيف الوطني الجزائري يوم الأحد بالجزائر العاصمة الضوء على العلاقات التاريخية الجزائرية-اليوغسلافية بين 1954 و1980 من خلال ملتقى دولي يشارك فيه مؤرخون من الجزائر وصربيا. و يندرج تنظيم هذا الملتقى —حسب منظميه— في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى ال50 لاسترجاع السيادة الوطنية تجسيدا لتوصيات اللجنة المختلطة للتعاون الجزائري- الصربي. و أشار المنظمون الى أن هذا المتلقى يرمي ايضا الى تسليط الضوء على فترة من فترات تاريخ الجزائر وكذا جمع تراث الأرشيف الجزائري المتواجد في يوغسلافيا (سابقا) بهدف كتابة تاريخ الجزائر من خلال الأرشيف. كما يناقش الملتقى مواقف يوغسلافيا من القضية الجزائرية إبان الفترة الاستعمارية وكذا العلاقات بين البلدين بعد استرجاع السيادة الوطنية فضلا عن إرساء ميكانيزمات للتعاون بخصوص جمع الوثائق وتمكين الباحثين من استغلال هذا التراث. وفي افتتاح هذا اللقاء أبرز المدير العام لمؤسسة الأرشيف الوطني الجزائري عبد المجيد شيخي الجهود المبذولة من طرف مؤسسته ومؤسسة أرشيف صربيا من أجل توفير مادة تاريخية تساعد الباحثين على إعداد بحوثهم ودراساتهم حول جزء من تاريخ الجزائر. و تابع شيخي بأن مؤسسة الأرشيف الجزائري تطمح إلى توسيع مجهوداتها لتشمل كل البلدان التي عرفت بالاشتراكية والتي كان لها دور كبير في مساعدة الثورة الجزائرية. من جانبه تطرق سفير صربيا بالجزائر ميروسلاف شيستوفيتتش الى القيم المشتركة التي بنيت على اساسها العلاقات التاريخية بين الجزائر ويوغسلافيا سميا تلك التي دافعت عنها حركة عدم الانحياز. كما ابدى المسؤول الصربي "افتخاره" بهذا الميراث المشترك مبرزا أنه يمكن حاليا مناقشة القضايا الدولية بالاستناد الى ذات المبادئ والقيم كاحترام القانون الدولي وسيادة الدول. كما اشار شيستوفيتتش الى ان الجزائر وصربيا في طريق بناء علاقات تعاون اقتصادي وسياسي "جيدة". بدوره ثمن مدير عام الارشيف اليوغسلافي بدولة صربيا ميلادان ميلوزوفيتش التعاون القائم مع الجزائر في مجال الارشيف وحفظ الذاكرة بهدف نقلها الى الاجيال الصاعدة. واعتبر المتحدث ان تنظيم هذا الملتقى يشكل المشروع الثاني في التعاون القائم بين البلدين بخصوص الارشيف مذكرا بالمعرض الذي تم تنظيمه بالجزائر خلال شهر جويلية المنصرم وببلغراد في ديسمبر الماضي. و سيناقش هذا الملتقى عدة محاور من بينها "موقف يوغسلافيا المساند لحرب التحرير (1954-1962)" و"علاقات الجزائر بيوغسلافيا المتضامنة مع القضية الجزائرية في المحافل الدولية" وكذا "يوغسلافيا والعالم العربي" و "التعاون الجزائري- اليوغسلافي في المجال الاقتصادي والثقافي والعلمي بعد الاستقلال".