أكثر ما يحتاجه المنتخب الوطني لكرة القدم في شهر مارس المقبل، هو نقاط مباراة البنين، في إطار اليوم الثالث من مجموعته، وذلك قبل الحديث عن أي شيء آخر، طالما هناك حديث عن إعادة هيكلة هذا المنتخب، بدءا بإدخال تعديل على عارضته الفنية وكذا تطعيمه بلاعبين جدد ضمن استراتيجية المستقبل التي يراهن عليها السيد روراوة، الذي يعد ببناء منتخب قوي دون ترك أي هامش للخطأ. وربما ستكون مباراة البنين مفصلية طالما أن مونديال البرازيل يشكل هدفا وليس محطة عابرة مثلما حدث في «كان” 2013، الذي تحول في أجندة الفاف إلى مجرد حدث، يجب استخلاص عبره ودروسه، ولا يجب البكاء على سلبياته وخيباته وما أكثرها، لأن الفاف ومن خلال رئيسها وكذا الناخب الوطني، قد أوهمتنا بأن هدف ”الخضر” سيكون بلوغ الدور نصف النهائي وهو ما لم يتحقق مع الأسف. ويبقى لزاما على روراوة ومن موقعه كمسؤول أول عن كرة القدم الجزائرية وبعد أن تلقى الضوء الاخضر من الجمعية العامة العادية التي وافقت على حصيلته الأدبية والمالية، أن يكون أكثر واقعية في التعامل مع محيطه، وأن يقول للرأي العام من الآن ما هي حدود وقدرات المنتخب الوطني؟ وماهي أهدافه المستقبلية ؟ وكيف يمكننا أن نرمم أخطاء المرحلة الفارطة ؟ أما اللجوء إلى الاجتهاد في البحث عن مبررات فشل إدارة ملف المنتخب الوطني، فقد كشف للعيان بأن كل من فشلوا يرفضون تحمل المسؤولية، بدليل أن كل تصريحاتهم، التي جاءت على هامش الجمعية العامة ل«الفاف”، توحي بأنهم اختاروا بدقة طريقة الهجوم لإسكات كل من قالوا إن المنتخب الوطني ليس في السكة السليمة، وأنهم لوحدهم الاجدر بإصدار أي تحليل لواقع المنتخب، إلى درجة أن روراوة قال لمنتقديه سأرحل إذا وجد من هو أفضل مني ... ليعطي بذلك صورة رجل تتطلب وقفة متأنية للوصول إلى قراءة سقف أحلامه، قبل قراءة سقف حدود المنتخب الوطني.