يحضر الفنان نور الدين شقران في العديد من المعارض التشكيلية المقامة بأروقة العرض بالعاصمة، آخرها معرض خاص به يقام له إلى غاية 28 فيفري برواق عسلة حسين، يتضمن لوحات تنطق بالهوية والألوان والحركة. يتميز هذا الفنان بالهوس لكل ما هو دقيق ومفصل، إذ غالبا ما يجد له مكانه المناسب والمحوري في لوحاته الضخمة، قناعته أن الحجم الكبير ليس بالضرورة طمسا للأشياء الصغيرة بحجمها والكبيرة بدلالتها. معرض شقران الذي يحمل عنوان ”أضواء” ويتضمن سلسلة لوحات تقارب الثلاثين لوحة أغلبها أنجز بين سنوات 2001 و 2013. يعتبر شقران من تلاميذ الراحل إسياخم، أعطى لمساره طابعا فنيا خاصا به التزم به طوال سنوات عمله (علما أنه من مواليد 1942)، كما تميز بتأثره بالمدرسة الفنية الجزائرية ”الوشام”، وهذا ما يفسر تكرار الرمز في أعماله، إضافة إلى هذا، حرص الفنان على استحضار الضوء، خاصة من أعلى اللوحات تماما كما هو في الطبيعة دائما من فوق ليسلط شعاعه على الكون والخلق، كما أن ذلك يعطي عمقا للوحته. تتميز لوحات هذا المعرض بحضور 3 عناصر رئيسية هي الرمز والطيف واللون، وطبعا فإن كل عنصر يربط بحضور ما أو بفضاء يختاره الفنان ضمن سياق موضوع اللوحة، إنما الشمس والرمز وحمامات السلام تتكرر دوما، خاصة وأن الفنان من عشاق السلم حتى في أوقات احتجاجه، فكل المشاعر قادرة على أن تتحول الى إبداع وألوان تخطها الريشة بانسياب تام. يتكرر الطيف أيضا في صورة رجل أو امرأة أو طفل أو زوج، أحيانا يكون مركز اللوحة. ردة الفعل عند هذا الفنان تعني بالضرورة الرسم، لأنه قادر على التعبير والاحتجاج والإبداع والوصول الى خارج حدود اللوحة. يرى هذا الفنان المحترف، أن أعتماده على الأطر الضخمة للوحاته مقصود، لجلب الجمهور ولعرض أفكار لا تستطيع اللوحات الصغيرة ترجمتها. من جهة أخرى، يعتمد هذا الفنان كليا على الأسلوب التجريدي باستعمال الألوان المكثفة واحيانا استعمال الأبيض والأسود فقط، خاصة مع الرموز (غالبا رموز أمازيغية)، لباس يتناول فيها قضية الهوية الثقافية، كما يستحضر حروف خط التيفيناغ لإبراز جماليات اللغة الأمازيغية. على الرغم من تكرار بعض المواضيع عنده، لكن أعماله غير مكررة تخضع للإبداع والتجديد ولا يحبذ عرض القديم من أعماله في كل المعارض. تشبث الفنان بثقافته الأمازيغية وحبه للحضارة الإفريقية، لم يمنعه من التفتح على ثقافات وإبداع العالم. للإشارة، تتميز لوحاته بالألوان الزيتية متعددة الطبقات، وكذا بحرية حركة الريشة، إضافة الى تقنية السكين التي تعطي بعدا أكبر للوحة. من اللوحات المعروضة ”السيمفونية البحرية” التي تتداخل فيها الأمواج والألوان متجهة إلى أعلى لتعزف للعالم ألحانا من عمق البحر، كذلك لوحة ”تحية حارة” تعبر عن حيوتها بالألوان الصاخبة كالأحمر والبرتقالي.