استعرض المشاركون في الندوة التاريخية التي نظمت، أمس، في إطار منتدى الذاكرة لجريدة المجاهد، بمناسبة الذكرى ال 57 لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، المسار النضالي لرواد الحركة النقابية الجزائرية وعلى رأسهم الشهيد عيسات إيدير، الذي كرس حياته كاملة للنضال من أجل استرجاع الجزائر لسيادتها واستعادة العامل الجزائري في الداخل والخارج لحقوقه المشروعة التي سلبها منه المستعمر الفرنسي. وأكد المؤرخ والصحفي محمد عباس في مداخلته، التي قدم خلالها لمحة عن حياة الشهيد واستعاد فيها مسار الرجل، أن إدارة الاحتلال اقتنعت بعد كل محاولاتها لتكسير كل فكرة تتعلق بإنشاء تنظيم نقابي منفصل عن التنظيمات الفرنسية، وأن عيسات رجل لا يمكن التأثير في قناعاته، كما أنه شديد العداء لفرنسا وملتزم التزاما تاما بقضية وطنه مسلوب الحرية. وأوضح محمد عباس أن السلطات الفرنسية عملت كل ما في وسعها لإقناع العمال الجزائريين بالانخراط في النقابات الفرنسية إلا أنها لم تفلح، بل واجهتها جبهة التحرير الوطني برد حاسم وهو إنشاء الاتحاد العام للعمال الجزائريين وذلك بعد أن كلف الشهيد عبان رمضان رفيقه عيسات إيدير في اجتماع حضره بن خدة بالتحرك لتأسيس تنظيم يستقطب العمال الجزائريين، وأسفرت تلك الخطوات عن عقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد العام للعمال الجزائريين في ال 24 فيفري 1956 بحضور 100 مندوب. وفي أول ماي من نفس السنة المصادف للعيد العالمي للعمال، خرج الاتحاد بقوة في مسيرة حاشدة اعتقل إثرها عيسات إيدير وسجن بالبرواقية ثم نقل إلى برباروس بعد إعادة محاكمته ليتم الإعلان عن وفاته في ظروف غامضة في 26 جويلية 1959.