بعد إنتكاسات متتالية، نجحت تشكيلة مولودية وهران في رفع رأسها، وبالتالي إستعادة شيء من كبريائها، بعد نجاحها في نيل تأشيرة المرور إلى الدور ربع النهائي من منافسة الكأس، عقب فوزها على غريمها التقليدي أولمبي الشلف بهدفين دون مقابل في معقلها الثاني ( ملعب الحبيب بوعقل)، الذي إحتضن بالمناسبة أول لقاء رسمي له، بعدما خضع لترميمات وإعادة زرع بساطه الإصطناعي بآخر جيل وطراز تحسبا لنهائيات كأس إفريقيا للامم لأقل من 20 سنة، التي ستحتضنها مدينة وهران مناصفة مع مدينة عين تموشنت بداية من ال16 من شهر مارس الجاري. وقد إستغلت المولودية الوهرانية، غياب عديد العناصر الأساسية التي تعد مفاتيح لعب فريق الشلف، التي أراحها المدرب محمد بن شوية ترقبا لمقابلات البطولة الوطنية التي تستحوذ على لب ”الشلفاوة” أكثر من منافسة الكأس بحسب مدربهم نفسه، لتبسط سيطرتها على كامل مجريات اللعب تقريبا، وهذا منذ صافرة البداية، والدليل في الإهدارالمتتالي لفرص بالجملة من قبل زملاء بن يطو- العائد إلى التشكيلة الأساسية مع قدوم المدرب سلمياني –، الذي كان صاحب أول فرصة مصنوعة ومهدرة في الدقيقة الثالثة، ولحسن حظه أنه صحح موقفه في محاولته الثانية في الدقيقة ال14 وأودع كرة هدف أول في مرمى الحارس الشلفي غالم، ألهب به المدرجات التي غصت ب«الحمراوة”، ومنح به ثقة أكبر لزملائه، الذين ضاعفوا من جهدهم وضغطهم على منطقة منافسهم الذي سلم من تلقي أهداف أخرى في الشوط الأول، خاصة في الدقائق ال31 من سنوسي وال31و39 من سباح، وبحسب المدرب سليماني، فإنه أحسن توظيف خدمات ثنائي الوسط بومشرة وعواد سويا، وهوما منح ذلك الزخم الهجومي لفريقه بحسبه. وكالشوط الأول، سار الثاني مع محاولات محتشمة جدا من أولمبي الشلف الذي إستمر في تقوقعه الدفاعي كعادته في الدفاع سانحا المجال للوهرانيين لمواصلة ضغطهم عليه، الذي كلل بهدف ثان في الدقيقة 70 من رأسية المدافع زيدان بعد تنفيذ ركنية. ورغم محاولة أشبال بن شوية تنظيم أنفسهم إلا أنهم كانت تنقصهم الجسارة الهجومية، وأعاقهم زميلهم معمري الذي طرده الحكم نسيب، وتأكد الحضورفعلا أن عقول ”الشلفاوة” هي في أمروهدف أخرغير السعي للذهاب بعيدا في منافسة السيدة الكأس. عكس الوهرانيين الذين كانوا يبحثون عن التأهل حتى يتصالحوا مع أنصارهم الغاضبين عليهم من مشوارهم السيئ في البطولة الإحترافية الأولى، ويعتبرونه (أي التأهل) مشجعا لهم لتصحيح خطواتهم فيها أوما بقي منها لحد الآن. ولقد أكد سباح بن يعقوب مساعد مدرب مولودية وهران، على أهمية الفوزالذي حققه فريقه أمام الشلف، حيث إعتبره محفزا للمقابلات المقبلة في البطولة الوطنية ” لقد إجتهدنا طيلة الأسبوع على تحضير لاعبينا نفسيا، حتى نخفف عنهم الضغط الذي كانوا عرضة له بعد العثرات المتتالية في الجولات الماضية، ولقد كانوا عند حسن ظننا عندما لعبوا بإرادة وتركيز كبيرين أمام فريق الشلف العريق، وفوزنا عليه هوأحسن تحضير لنا للمباراة القادمة ضد مولودية العلمة”. أما بن شوية مدرب أولمبي الشلف، فإعتبر الإقصاء من سباق الكأس ليس بالشيئ المؤثروالكبير :« فلاعبونا مركزين أكثر على البطولة الوطنية، خاصة وأنه تنتظرنا مواجهات قادمة صعبة هي بمثابة لقاءات كأس، وسنتبع إستراتيجية مقابلة بمقابلة لتحسين وضعية فريقنا في البطولة ”يقول بن شوية.
دحمان وزرابي يرفضان وضعهما في الاحتياط وكالعادة، لم تكن خرجة المولودية الوهرانية أمام أولمبي الشلف دون مشاكل، حيث أجبرت التشكيلة على خوض الشوط الأول من تلك المواجهة من دون حارس بديل، بعدما حزم الحارس الشاب دحمان حقيبته وغادر غرفة تبديل الملابس بل وملعب الحبيب بوعقل، بعدما تيقن من أنه لن يكون أساسيا، وهوما أجبر المسيرين على الهرولة وراءه وإقناعه بالعدول عن قراره والعودة إلى كرسي البدلاء بعد جهد جهيد، وبعد أن سمعوا شكوى الحارس دحمان مرفوقة بدموع حارة على ما إعتبره ”حقرة” في حقه، حيث تساءل كيف يعاتب ويحرم من اللعب أساسيا بعد غلطته ضد شباب بلوزداد، ولم يعامل الحارس المنتدب فراجي بالمثل لخطأ كبيرإرتكبه عندما تقبل هدفا سطايفيا من على بعد 40 مترا، وبحسب عارفين بالبيت الحمراوي، فإن تصرف المسيرين ضد دحمان قد يدفع به إلى مقاطعة الفريق، وبالتالي مغادرته له في نهاية البطولة وهومايعني تضييع حارس واعد.أما زميله زرابي عبد الرؤوف، فهدد بالرحيل عن الفريق بعدما وجد نفسه خارج قائمة ال18 للمرة الثانية على التوالي، وقد أسر زرابي لمقربين منه أنه سيطلب إستفسارات من الإدارة والمدرب سليماني على عدم الإعتماد عليه في المقابلتين السابقتين، ومن ثم سيتخذ قراره النهائي، موضحا أنه جاء للمولودية من أجل اللعب، وليس لتسخين كرسي البدلاء، علما وأن زرابي حط الرحال بالمولودية لعامين مقابل أجر شهري ب115 مليون شهريا، ولم يلعب سوى 65 دقيقة من اصل سبع مباريات.
عبد النور مكان ليمام وفي شأن إداري محض، عين العربي عبد الإله رئيس مجلس الإدارة عبد النور الصديق في منصب مناجير عام للفريق، خلفا لسفيان ليمام الذي قرر الإنسحاب من المولودية في صمت، ويتساءل المتتبعون عن سر تعيين عبد النور بالذات، وهو الذي كان علاقته متوترة مع المسيرين الحاليين على مدارالسنوات الماضية.