الثرثرة صفة متأصلة في النساء، على اعتبار أن بعضهن يجب الكلام عن كل الأمور التي تخصها، أو التي تخص غيرها، وتعمد في كثير من الأحيان إلى رفع صوتها لإسماع غيرها، وإن كانت هذه مسألة شخصية، إذ أن لكل إنسان طبعه، غير أن ما ينبغي التنبيه إليه هو أنّ هذه الثرثرة قد تتجاوز حدودها بالنظر إلى ما تسببه لغير الراغب في الاستماع إلى هذا الكلام، لا سيما وأن بعض الأشخاص من الجنسين يميلون إلى الصمت، وتحديدا في الفترة الصباحية، أقول هذا بعد إن عجبت لحال سيدة التقي بها يوميا بمحطة الحافلات، لا تكف عن الكلام، ولا تكتفي بالحديث إلى صديقتها فحسب!! بل تواصل الحديث إلى كل من ينظر إليها، وكأنها بذلك تعطي لنفسها الحق في الثرثرة مع الجميع، بغض النظر عن وجهة نظر هذا الأخير في الأمر، وكذارغبته في الاستماع إليها. والأغرب من هذا، أنها في بعض الأحيان تحرج المستمع باطلاعه على بعض الأمور التي لا تعنيه، ليجد نفسه مرغما على الاستماع إليها والتجاوب معها. وأكدت بعض الدراسات العلمية، أن المرأة تملك حصيلة لغوية كبيرة، وأن المنطقة الدماغية عندها أفضل بالمقارنة مع الرجل طبعا. إذ أنهن في المتوسط يستعملن 23 ألف كلمة في اليوم، وهذا ما يجعلنا نبرر هذه الثرثرة بتغليب الطبع، غير أن التحلي بقليل من الاحترام للآخر مطلوب، فالقاعدة تقول ”إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب”، وان كان البعض لا يقدر قيمة السكوت بالنظر إلى حبه الشديد للكلام في كل شيء، وعن أي شيء، فالمطلوب محاولة التحكم بهذه الثرثرة أو على الأقل حصرها في نطاق معين، حتى لا تدخل في خانة السلوكات غير الحضارية .