تدفقت أفواج العائلات المهتمة بعالم الجمال والموضة وكل ما يخص أمور البيت، أدوات التنظيف، زينة العروس والجمال اليومي على صالون ”حواء 2013” في طبعته التاسعة، حيث سجلت المؤسسات الوطنية وحتى الحرفيين والأفراد حضورا مميزا، عكس الرغبة في التطور وتقديم منتوجات جزائرية بمقاييس عالمية لخدمة متطلبات السوق والتماشي مع الموضة في مجال الإبداع، الحلاقة والإبداع. وحاول مجموع العارضين الجزائريين والأجانب الذين بلغ عددهم 120 عارضا في مختلف المجالات، جلب انتباه زوار المعرض على مدار 6 أيام كاملة، من خلال التفاني في عرض المنتوجات والتعريف بها والعمل على إقناع المستهلك باقتنائها، حيث كثرت المغريات بين التخفيض في المنتوج، والتعريف به من خلال تقديم عينات منه، أو إكرام الأطفال بالهدايا والمأكولات اللذيذة، حيث شكلوا طوابير بشرية لأخد هداياهم، على غرار الكؤوس كتذكار، ولأن فرحة الأمهات من فرحة الأبناء، فقد عمت البالونات أرجاء المعرض بمختلف الأشكال والألوان، حاملة اسم المنتوج المعروض في صورة إشهارية متحضرة تفرض على العائلة اقتناءه لاحقا.
صالونات الحلاقة تبدع في التسريحات ولأن لشهر مارس خصوصيات عديدة، وعلى رأسها أنه شهر الخصب والجمال، فقد عملت الحلاقات والحلاقين المشاركين في الصالون على تقديم صور إبداعية مختلفة في آخر التسريحات والمكياج الذي تأرجح بين اللبناني، الخليجي، الهندي والأوروبي البسيط، حيث يمكن للفتاة المقبلة على الزواج أو المرتبطة بسهرة مميزة، أن تطلب الشيء الذي يزيد في بهائها، وهو الأمر الذي حاول الحلاقون إيصاله للزبونات من خلال المطويات والكتيبات الصغيرة التي وزعت عليهن، وكذا العارضات اللائي جبن 4000 متر مربع للتعريف بالتسريحة وصاحبة الصالون، وبالفساتين أيضا، حيث وسعت بعض الحلاقات نشاطهن إلى كراء فساتين الخطوبة والزفاف، إذ يتم تجهيز العروس ليوم العمر في صالون الحلاقة مباشرة، حسبما أشارت إليه صاحبة قصر الجمال ”حياة” التي اختارت تشكيلة واسعة من فساتين الخطوبة أو التصديرة بمختلف الأشكال والألوان، وعرضتها لجلب انتباه الفتيات، منها ماهو مركب من قطعتين وأخرى قطعة كاملة في غاية الجاذبية، صنعت من الدونتال، الحرير والعقاش. كما عملت بعض صالونات الحلاقة بالمعرض، على تقديم بعض الإغراءات للزبونات المقبلات على الزواج خلال الأيام والأشهر القليلة القادمة، على غرار ”المكياج الهدية” لكل من تضبط موعدا خلال فترة الصالون لثاني يوم من زفافها، أو ”مكياج الصبوح” كما يسمى، شرط أن تحجز مكانها وتدفع المسبق، وقد اختلفت التسريحات الإبداعية ل 2013 بين البسيطة للشعر المنسدل أو المتموج بالتاج، إلى التسريحات الفاخرة التي يتدخل في إنجازها ”البوسيتش”، والشعر الطبيعي الذي بات يركب من طرف هؤلاء. وأشارت السيدة بو يعقوب، صاحبة مجلة ”ماغ لوك” في حديثها إلينا، إلى أن الأيادي الذهبية الجزائرية كثيرة وتحتاج للدعم، حيث توجد العشرات من الأسماء اللامعة في ميدان الحلاقة والتجميل، وحبذا لو تشارك في الصالونات الدولية لإبراز مدى إبداع وجاذبية الحلاقة الجزائرية.
العطور ومواد التجميل... لغة التواصل استقطبت العطور المعروضة اهتمام الجزائريات اللائي جبن المكان بحثا عن أنواع مميزة تعكس شخصيتهن وذوق الواحدة منهن، فهناك من توجهت للعطور المستوردة، في حين اختارت أخريات البحث في جناح مؤسسة ”سوبالوكس الجزائرية” التي عرضت تشكيلة كبيرة من العطور ومزيل الروائح بأسعار مغرية، حيث أكد لنا السيد حكيم بوغدو، مدير التسويق بالشركة، أن هذه المشاركة الأولى له في صالون حواء، يقول: ”عملنا على عرض آخر منتوجاتنا، وخاصة مزيل الروائح، وهي جزائرية بنسبة 80 بالمائة، لأنها عطور مصنعة بالجزائر بليسانس فرنسية، علما أن المواد الأولية مستوردة، وبما أنه عيد المرأة، فقد أهدينا لها 1500 مزيل روائح من الفواكه الاستوائية والورد، وهي آخر تشكيلة لنا. ويواصل محدثنا قائلا؛ ”إننا نسعى للرقي بالمنتوج الجزائري من خلال تقديمه بمقاييس دولية، خدمة للمستهلك الجزائري الذي من حقه الاستمتاع بمواد مثل تلك الموجودة بأوروبا، كما أننا نوزع منتوجاتنا لبعض الدول الإفريقية”. وعن دراستهم لمتطلبات السوق الجزائرية، قال السيد حكيم؛ ”نحن نتابع عن كثب احتياجات المرأة، فالصالونات تشكل نسبة 40 بالمائة من دراستنا للسوق، حيث لاحظنا الإقبال الكبير على مزيلات الروائح الخاصة بالرجال، حيث قدمنا للمستهلك الجزائري من الجنسيين 120 منتوجا مختلفا بين العطور والبخاخات”. وترى السيدة أمينة حمامي، مسؤولة التسويق بمخابر فينوس، أن الإقبال الكبير للجزائري على منتوجاتها يعكس الثقة الكبيرة في المنتوج الذي تقدمه، تقول ”نحن نسعى من خلال ما تقدمه مخابرنا لخدمة كل متطلبات العائلة الجزائرية، لهذا فنحن نسعى في كل مرة لتطوير منتوجاتنا، ولأن الجمال والنظافة أمران أساسين، فنحن نحرص على تقديم تشكيلات مختلفة من الشامبوهات، منها الجديد بقاعدة زيت ”الأرغون”، و” الكيراتين” التي تعتبر نقلة نوعية في ميدان التجميل، كونها تضمن الشعر المنسدل البراق للفتاة، وفيما يخص مزيلات العرق، فقد قدمنا تشكيلة مميزة من الورود والياسمين، وكلها بأسعار جد معقولة، فشعارنا أن تفوق الجودة السعر، لهذا فنحن نسعى للرقي بالمنتوج الوطني، ثم العمل على تسويقه خارج الوطن، فقد بدأنا بالتصدير لبعض الدول المجاورة، منها المغرب، خاصة أن منتوجاتنا غنية جدا وتضم كل ما له علاقة بالنظافة، الجمال وحماية البشرة أيضا، على غرار كريمات الوقاية من الشمس، كريمة التخلص من البقع وكريمة محاربة التجاعيد. الإبداع في الصالون تجلى في البساطة أيضا، حيث عرضت السيدة مريم، خياطة، أنواعا مختلفة من الأفرشة البسيطة التي تستعملها العائلة لتنعم بنوم هادئ، تقول؛ ”لقد سعدت بالمشاركة في هذا المعرض الذي ساعدني على بيع منتوجاتي التي أعكف على خياطتها بنفسي، فأنا أسعى إلى تقديم خدماتي للعائلة الجزائرية من خلال أغطية ”المطارح” والمناديل القماشية التي تزيّن مائدة الطعام، وقد سعدت بالتشجيعات التي سمعتها من السيدات بالمعرض. الجدير بالذكر أن صالون ”حواء” اختتمت فعالياته يوم السبت، وسجل حضور أزيد من 120.000 زائر يوميا.