تنفيذا للبرنامج التحسيسي لفئة المعاقين المخصص لليوم الوطني للمعاق، احتضنت قاعة الرياضات ببلدية رايس حميدوا أول أمس، حفلا لذوي الاحتياجات الخاصة لم يتخلف أعضاء بلدية الرايس حميدو عن الموعد، إلى جانب عدد من المعلمين والمدراء ومفتشي التعليم الابتدائي. مساندة لفئة واسعة من المجتمع الجزائري، نظمت البلدية بمناسبة اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة البالغ عددهم حوالي 30 محتاجا، حفلا تكريميا، حضره تلاميذ وجمعيات فعّالة في الميدان، أبوا إلا أن يشاركوا فرحة ذوي الاحتياجات الخاصة يومهم الوطني. وخلال الحفل، تم توزيع عدد من الهبات المالية والهدايا المتمثلة في وسائل خاصة بالمعوقين على حسب ما تتطلبه الإعاقة مثل الكراسي المتحركة، لمختلف الشرائح من ذوي الاحتياجات الخاصة، سواء من أعضاء البلدية، أو الذين أدوا الواجب الوطني بصفتهم متبرعين. وكان الحفل ناجحا بكل المقاييس، واستطاع أن يحقق الأهداف المسطرة لاسيما الاندماج مع هذه الفئة، التي ترتكز بالأساس على خدمتها والعمل على التواصل معها، لتساهم في حدود إمكاناتها، في تقديم خدمات لهذا الوطن كغيرها من الفئات الأخرى. وكشف السيد جمال بلمو رئيس بلدية رايس حميدو، أن السبب الرئيس في ارتفاع عدد المعاقين بالجزائر هو حوادث المرور بالدرجة الأولى إلى جانب المعوقين عند الولادة، مشيرا إلى الوعود التي تلقوها من المديرية العامة للأمن الوطني بمكافحة كل أشكال التهور في السياقة وردع المخالفين، من خلال التطبيق الصارم لقانون المرور مع تعميم الحملات التحسيسية لتمس بالإضافة إلى الأطفال فئة الشباب. من جهة أخرى، تم خلال هذه التظاهرة تحسيس تلاميذ مختلف المؤسسات التربوية بخطورة حوادث المرور والتهور في السياقة، مع استغلال مناسبة إحياء اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة المصادف ليوم 14 مارس من كل سنة، للكشف عن النتائج الوخيمة لحوادث المرور التي تعد من بين أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإعاقة، واستغل السيد جمال بلمو فرصة لقائه بتلاميذ مدارس البلدية، لدق ناقوس الخطر، بعد ارتفاع حوادث المرور التي أرجعها بالدرجة الأولى إلى تهور السائقين والسياقة تحت تأثير الكحول ومختلف أنواع المخدرات. ومن جهتها، ذكرت السيدة نادية محمدي مديرة ابتدائية ابن الرشيق 1 أن عدد المعاقين في الجزائر يتجاوز المليونين، وهو في ارتفاع مستمر، من يوم لآخر، بالإضافة إلى أن الجزائر تشهد سنويا ميلاد 39 ألفا رضيعا معاقا، بسبب حوادث أثناء فترة الحمل أو أثناء الولادة، مما أصبح يتطلب –حسبها- تكفلا جديا بهذه الشريحة التي تعاني في صمت. وأضافت أن مؤسستها تضم 10 معاقين بدرجات مختلفة، خصص لهم قسم خاص للتواصل معهم عن طريق أساتذة مختصين على غرار أخصائيين في علم النفس. وشددت على أنه لابد من التكفل بهؤلاء ويجب أن تبقى داخل نفس المدرسة خلال المرحلة الابتدائية، لأن هذه الفئة لا تتكيف مع التغيير. . وأضافت المشرفة، أن من أهمّ مشاكل المعاقين عدم إدماجهم اجتماعيا، إذ أن عددا كبيرا منهم يعيشون "على الهامش" وفي تبعية مادية واجتماعية تامة للأهل. ومن جهة أخرى، طرحت محدثتنا الإشكالية التي تواجه الأطفال المعاقين في سن التمدرس، حيث ترفض المؤسسات التعليمية تسجيلهم، وتوجههم إلى مدارس خاصة بهذه الفئة، التي عددها قليل جدا على مستوى الوطن، وهي منعدمة في الكثير من الولايات، كما أن معظم الأطفال المعاقين ينتمون إلى أسر معوزة ليس في مقدورها ضمان مصاريف التنقل لأبنائها، مما يفسر ارتفاع نسبة الأمية بين ذوي الاحتياجات الخاصة في الجزائر، التي تفتقد، خلافا للعديد من الدول، وحتى المجاورة منها، إلى وسائل نقل خاصة بالمعاقين حركيا وفضاءات لهم. وذكر أولياء التلاميذ المعاقين الذين التقتهم "المساء" أن عملية التكفل بفئة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة تتميز بصعوبات كثيرة، كونها ذات طابع إنساني واجتماعي وتربوي، تتطلب توفير عمال مؤهلين في مجال التربية الخاصة، وهو ما أصبح يشكل مهمة صعبة لإيجاد من يتكفل بهم.