كشف رئيس أمن مقاطعة درارية، عميد الشرطة محمد حمري، أمس، أن السبب الرئيس في ارتفاع عدد المعاقين بالجزائر هو إرهاب الطرقات الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى ظاهرة مقلقة بالنسبة لمصالح الأمن، مشيرا إلى عزم المديرية العامة للأمن الوطني على مكافحة كل أشكال التهور في السياقة وردع المخالفين من خلال التطبيق الصارم لقانون المرور مع تعميم الحملات التحسيسية لتمس بالإضافة إلى الأطفال فئة الشباب.من جهتها، دعت مصالح الحماية المدنية المواطنين إلى عدم التدخل في حالة وقوع حوادث مرور حيث أن 50 بالمائة من حالات الإصابة بإعاقة دائمة مردها عدم انتظار أعوان الحماية المدنية لمساعدة الضحايا بطرق سليمة. تنفيذا للبرنامج التحسيسي لمديرية الأمن الوطني في إطار سنة الجزائر للوقاية في الأمن الحضري، احتضنت المدرسة التحضيرية في العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير بدرارية، أمس، أبوابا مفتوحة على كل من مصالح الأمن الوطني والحماية المدنية تحت شعار ”طفل اليوم سائق الغد”، وتهدف التظاهرة إلى تحسيس الطلبة وتلاميذ مختلف المؤسسات التربوية بخطورة حوادث المرور والتهور في السياقة، مع استغلال مناسبة إحياء اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة المصادف ل14 مارس من كل سنة للكشف عن النتائج الوخيمة لحوادث المرور التي تعد من بين أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإعاقة.واستغل رئيس أمن مقاطعة درارية عميد الشرطة حمري فرصة لقائه بطلبة المدرسة لدق ناقوس الخطر بعد ارتفاع حوادث المرور التي أرجعها بالدرجة الأولى إلى تهور السائقين والسياقة تحت تأثير الكحول ومختلف أنواع المخدرات، مستشهدا بآخر حادث مرور سجل على مستوى الطريق السريع ببن عكنون على الساعة الخامسة فجرا عندما انقلبت سيارة نفعية مما تسبب في مقتل السائق بعين المكان الذي لم يتعد ال25 سنة، متسائلا عن سبب وقوع الحادث رغم تواجد السائق لوحده في الطريق السريع.من جهته، قدم محافظ الشرطة محمد فيلالي عرضا عن واقع السياقة بالجزائر والتي ربطها بسلوك المواطن نفسه مشيرا إلى تسجيل وفاة 60 شخصا في حوادث مرور لكل 100 مركبة، وهو معدل مرتفع إذا ما قارناه بما هو مسجل بفرنسا مثلا التي تحصى 10 قتلى في حوادث المرور لكل 100 مركبة، ورغم تغيير قانون المرور 3 مرات منذ سنة 2000 بغرض تشديد العقوبات والرفع من قيمة الغرامات الجزافية إلا أن تهور السائقين عبر الطرقات لا يزال مستمرا، مستشهدا بحادث مرور تسبب فيه شاب غير متحصل على رخصة سياقة خلف وفاة أب وطفلين من عائلة واحدة مع إصابة الزوجة بإعاقة دائمة، وهي الصورة التي أراد من خلالها محافظ الشرطة استقطاب اهتمام الطلبة لحثهم على ضرورة التفكير في سلامتهم وسلامة غيرهم عند السياقة والحرص على احترام قانون المرور وعدم الانسياق وراء شغف السرعة المفرطة.من جهته، تحدث ممثل مصالح الحماية المدنية عن العراقيل التي تعيق أعوان الحماية المدنية في عملهم ابتداء من رفض السائقين فسح الطريق لسيارة الإسعاف وصولا إلى المواطنين الفضوليين وأولئك الذين يتدخلون لمساعدة ضحايا حوادث المرور من دون أن يدركوا أنهم يتسببون بنسبة 50 بالمائة في إصابة الضحية بإعاقة دائمة، كون التدخل يجب أن يكون بطريقة سليمة.وبمناسبة اللقاء، عرضت مصالح الحماية المدنية مختلف التجهيزات المستعملة في إنقاذ ضحايا حوادث المرور، كما وزع المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق مطويات على الطلبة تضم العديد من النصائح للسائقين مع عرض الحصيلة السنوية لحوادث المرور وما خلفته من ضحايا.