«...نعم هي وقفة ثانية وذكرى أخرى لرحيل المغفور له بإذن الله خالي العزيز “علي يونسي” ففي مثل هذا اليوم من شهر مارس 2011 غادرتنا أيها العزيز أو “عليلو” كما يحب أن يسميك أصدقاؤك الذين لطالما شهدوا لك بأخلاقك وخصالك الحميدة وحبك للخير وفعله. وهي كلها خصال أكسبتك حب كل الذين عرفوك الذين اهتزت قلوبهم لفراقك وساحت عبرات أعينهم حزنا عليك. كم يحزنني يا خالي العزيز عندما اصطدم بواقع يقال له موتك المفاجئ ...كلما تذكرت بسمتك المستنيرة التي لا تغادر ثغرك ونصائحك التي كنت تسديها لي ووقوفك إلى جانبي في العديد من المرات. لن أنسى أبدا أنني كلما واجهت مشكلة استعصى علي حلها كنت أنت منقذي ومن يربت على كتفي ويهون من خوفي وحزني بفضل تبصرك ورؤيتك للأمور من زاوية التفاؤل مهما عظمت. لقد افتقدت سندك وبقيت الدموع ملاذي كلما واجهت الصعاب،، أناديك من مكنونات نفسي ودون أن اصدر صوتا لأنني أعلم علم اليقين أنك لن تجيب لأنك لم تعد من عالمنا. ورغم قناعتي هذه إلا أنني أحب دائما أن أحدث الناس عنك حتى أولئك الذين لا يعرفونك حتى يعلموا انه كان لي خال بطيبة نفسك ومستعد لتقديم يد العون والمساعدة وأجعلهم يتمنون لو أنهم عرفوك قبل أن يختطفك المنون على حين غرة. أحيانا أحب ملاقاة زملائك بل إخوتك ممن كنت تعمل معهم أتنقل إلى مقر جريدة “المساء” رغم أنني اشعر دائما أنني أثقل عليهم ربما حتى أراك من خلالهم أو يحدثونني عنك ويذكروا خصالا فيك لم أكتشفها. أذهب إليهم من حين لآخر حتى أسترجع ذكراك من خلال تصرفاتهم تعجبني كثيرا أخوتهم. ينتابني صمت وأنا في حضرتهم لم أجد له تفسيرا فأصمت عندما يتكلمون مع بعضهم ويمازح بعضهم الآخر. حينها تتزاحم الاسئلة في مخيلتي هل كان خالي هكذا ولو أنه كان هنا ماذا كان سيفعل بل إنني أحب استحضارهم سيرتك وأنا معهم فيخبرونني عنك بما لا أعرف. صحيح انك رحلت عنا وقد غادرت المكان لم يبق لنا إلا الذكريات والصور الجميلة التي تركتها لنا مع ولي عهدك الذي أرجو انه سيحمل خصالك الحميدة كما سيشرف اسمك الذي يحمله ويسير على دربك. أما نحن فنبقى دائما نطلب الرحمة لك، لن أبقى انتظر يوم رجوعك المستحيل ولكن أعاهدك على أن أبقى طول حياتي أخلد ذكراك وأدعو لك الرحمان أن يتغمد روحك الطاهرة بواسع رحمته.