أكد المشاركون في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، أن الجزائر تجذب "اهتماما متزايدا" للمستثمرين سواء من المنطقة أو من مختلف بقاع العالم وهي حاليا بصدد القيام بإصلاحات اقتصادية "هامة بطريقة تدريجية ولكن أكيدة"، وتعمل الآن على استثمار عوائد المحروقات في مختلف مشاريع التنمية الكبرى. وكان المنتدى الذي واصل أعماله لليوم الثاني بمدينة شرم الشيخ المصرية قد خصص إحدى جلساته أمس، لبحث الإصلاحات الاقتصادية في الجزائر بمشاركة وزير الصناعة وترقية الاستثمار السيد حميد تمار. وتندرج هذه الجلسة ضمن سلسة من جلسات التي خصصها منظمو المنتدى هذه السنة "لإلقاء الضوء على التطورات والتغيرات" التي تحدث في بعض المناطق في العالم وتبادل أراء حول التحديات التي تواجه اقتصادياتها. وقال المنظمون أن الجزائر كانت قد أعلنت عن نيتها في تقليص تبعيتها إزاء قطاع المحروقات واستثمار أكثر من 6ر13 مليار دولار في مختلف المشاريع الكبرى خاصة منها في مجال السياحة والصناعية. وستكون هذه الجلسة مناسبة لمعرفة تحديات الاقتصاد الجزائري وكيفية مواجهتها وتجاوزها. ومن المقرر أن يعرض السيد حميد تمار مسار الإصلاحات في الجزائر في مختلف المجالات الاقتصادية ويبرز الإجراءات الخاصة بترقية الاستثمار والتسهيلات التي يمنحها الإطار القانوني. كما سيتطرق الوزير إلى المزايا الجديدة والمحفزة التي يمكن أن يستفيد منها المستثمرون المحليون أو الأجانب والفرص التي توفرها السوق الجزائرية الواعدة بفضل الاستقرار السياسي والإطار القانوني الملائم . ويعرض الوزير كذلك مسألة إصلاح النظام المصرفي لفائدة النشاط الاقتصادي وترقية الاستثمار من خلال فتح رأس مال بعض البنوك العمومية وتعزيز فتح القطاع لشركات أجنبية لها قدرات مالية وتكنولوجية. ويدير الجلسة إلى جانب وزير الصناعة وترقية الاستثمارات السيد هشام عز العرب رئيس مجلس إدارة البنك التجاري الدولي وناصف سواريس صاحب مجموعة مواد البناء والإسمنت "أوراسكوم" ورياض فيشتر أحد مسيري شركة "ريد مان" الجزائرية. وقال السيد حميد تمار لوكالة الأنباء الجزائرية، أن الجزائر تعتزم تنظيم جلسة مماثلة في الجزائر السنة القادمة يشارك فيها رجال الأعمال والمستثمرون من مختلف بلدان العالم والمنظمات والبنوك الدولية لإبراز تطورات الاقتصاد الجزائري. وكان منتدى دافوس الاقتصادي قد افتتح أول أمس بشرم الشيخ بمشاركة 1500 مسؤول وشخصية سياسية واقتصادية ورجال أعمال وممثلي المجتمع المدني. ويتم خلال أعمال المنتدى عرض أكثر من 30 جلسة ما بين سياسية واقتصادية واجتماعية فضلا عن قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتعليم والسياحة. ويبحث المشاركون كذلك في المؤتمر عددا من الموضوعات من بينها الابتكار والتكنولوجيا ومجتمع الأعمال الجديد في الشرق الأوسط واستراتيجيات الاستقرار والأمن في المنطقة وصنع السلام والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والعلاقات بين دول البحر المتوسط على ضوء مبادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى بالإضافة إلى الشباب والتدريب والتعليم والمقاصد السياحية.