تنتج اليوم، بمصنع عين السمارة في قسنطينة، أول آلية للأشغال العمومية مصنوعة بالجزائر تحت علامة "ليبر" الألمانية. الجرافة ستكون الثمرة الأولى للشراكة الجزائرية - الألمانية في مجال الصناعة الميكانيكية التي تدعمت بإنشاء شركة مشتركة تخضع لقاعدة "51/49" وبقيمة استثمار أولية تبلغ 80 مليون أورو أي حوالي 1 مليار دج. وأشرف أمس، وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، السيد شريف رحماني، والمدير العام لمجمع "ليبر"، السيد فيليب ليبر-ابن مؤسس الشركة الألمانية-، على الاعلان عن انطلاق الانتاج في المصنع خلال ندوة صحفية عقدت بمقر الوزارة. واعتبر رحماني أن الاتفاق مع الشركة الألمانية ذات الصيت العالمي جاء في سياق استراتيجية إنعاش الصناعة التي تعتمد على "تنويع الشركاء"، مذكرا بالاتفاقات المبرمة مع الأمريكيين والفنلنديين لانجاز الجرارات والحاصدات. وأشاد الوزير بقوة الصناعة الألمانية، مشيرا إلى أن مجمع "ليبر" سيقوم بتحويل المهارات والمعارف للطرف الجزائري، وسيتم الادماج وتطوير المنتجات بصفة تدريجية. وشدد على أن الاتفاق بين الطرفين ينص على "شراكة مدمجة" وليس مجرد تركيب الآليات، مع تكوين سيشمل كل العمال، وتطوير شركات مناولة في المنطقة لخلق "نسيج صناعي" حول القطب الصناعي لعين سمارة. من جانبه، أكد المسؤول الأول للمجمع الألماني أن عودة الأخير إلى السوق الجزائرية تحمل أهمية كبيرة، مشيرا إلى أن المنتجات التي ستخرج من مصنع عين سمارة ستكون متطورة تكنولوجيا و«لافرق بينها وبين المصنعة بأوروبا". وتشرف الشركة المختلطة المنشأة بين ليبر الألمانية كطرف فني والمؤسسة الجزائرية لصناعة عتاد الأشغال العمومية(فرع سوماتيل) على إنتاج 7 آليات من معدات الأشغال العمومية تحت علامة "ليبر"، ويتعلق الأمر بجرافات "250 حصانا" وجرافات "350 حصانا" ومحامل 2 متر مكعب ومحامل 4 متر مكعب ومعاول على براغي 26 طنا ومعاول على براغي 50 طنا ومعاول على عجلات 18 طنا. هذه المعدات تنتمي إلى الجيل الجديد لآليات الحفر والحمل وموجهة بالخصوص إلى قطاعات البناء، الأشغال العمومية، الري، الصناعات البترولية والغازية، المناجم والغابات. وحسب مسؤولي المشروع فإن الانتاج سيعرف تزايدا خلال الأربع سنوات القادمة، لينتقل من 166 آلية سنويا في 2013 إلى 400 آلية في السنة الرابعة، مع إمكانية صنع 540 آلية في السنة السادسة من بدء الانتاج. كما تتوقع الشركة المختلطة المسماة "سوماتيل-ليبر" إنجاز استثمارات إضافية من أجل تشخيص بعض القطع والمكونات والرفع تدريجيا من نسبة إدماج المنتجات لتنتقل من 35 إلى 50 بالمائة في السنة الخامسة، مع إدماج محركات جديدة مبردة للماء ستصنعها شركة المحركات لوادي حميميم "ايمو". وبالنسبة للموارد البشرية، فقد أكد مسؤولو الشركة الألمانية أنه سيتم تكوين من 100 إلى 200 عامل على مرحلتين، الأولى بالجزائر أي في عين المكان (عين سمارة) والثانية بأوروبا، إذ سيتم الاعتماد أولا على المهارات الموجودة في المصنع الجزائري، ثم يتم الشروع في تكوين العمال سواء في الانتاج أو التسيير أو التخطيط والهندسة والتطوير التكنولوجي للآلات، وسيكون التكوين متواصلا، حسب هؤلاء. كما تمت الاشارة إلى أن المجمع الألماني يطمح في البداية إلى تلبية الحاجات المحلية من هذه المعدات، لكنه ينوي في مرحلة ثانية تصدير منتجات مصنع عين سمارة إلى البلدان الافريقية خصوصا. وحسب المدير العام للمجمع الألماني فإن هناك اهتماما بالاستثمار في قطاعات أخرى لاسيما الطيران والأدوات الآلية والتجهيزات الالكترومنزلية والفندقة.