الشيخ محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي، عالم من العلماء المعاصرين الأفذاذ الذين يشهد لهم بالتبحر في العلوم الشرعية المختلفة، قرآنا وسنة وفقها وأصولا فضلا عن معرفة واسعة بلغة العرب وتاريخهم، وبالعلوم الكلامية والمنطقية، بدأ دراسة القرآن الكريم بمسقط رأسه بالبادية التابعة لمقاطعة أبي تلميت بموريتانيا في السنة الخامسة وأكمله بعد تجاوز السابعة. واليوم له معرفة عميقة بعلماء موريتانيا وإنتاجهم وله اطلاع جيد على العصر وعلومه ومستجداته، الشيخ حاصل على شهادة الماجستير في الحقوق بامتياز من جامعة الرياض وكانت رسالته عن "مخاطبات القضاة"، ويعد في نفس الجامعة رسالة لدكتوراه الدولة. له علاقات جيدة بعلماء العالم الإسلامي وأهم ما أخذ عليه الحكام صدعه بالحق وإفتاؤه بما يعلم ويفقه، مشهور بالتواضع الجم وحسن الخلق وسد الخلة، "المساء" استغلت استضافته ببيت عائلة عزارة عبد الحميد بحي الصنوبر بقسنطينة وكانت لها معه هذا الحوار. - المساء: في أي إطار تندرج زيارتكم إلى الجزائر؟ * ولد الددو الشنقيطي: هي تلبية لدعوة تلقيناها من الإتحاد العام الطلابي الحر، ونحن هنا في الجزائر لمشاركة إخواننا في النشاطات المنظمة لنصرة القضية الفلسطينية واعتقد أن هذه الزيارة تندرج في كل الأطر من تبادل للمعارف والعلوم الفقهية. - كيف وجدتم الجزائر؟ * زرنا الجزائر في العديد من المناسبات والمرات والحمد للّه وجدناها كما عهدناها. - انتهجت الجزائر في السنوات الأخيرة سياسة اعتبرها الكثيرون سياسة حكيمة تمثلت في المصالحة الوطنية التي قضت على نار الفتنة بشكل كبير، فكيف ترون هذه المبادرة؟ * المصالحة ضرورة ولا يمكن التخلي عنها لأن الإرهاب لا يقضي عليه بالإرهاب، فالإرهاب يزيد من الإرهاب، والحل لا يكمن إلا بالتفاوض، وأظن أن هذه السياسة كانت حكيمة. - تعيش الأمة الإسلامية في الوقت الراهن أحلك أيامها، فالمسلمون يعانون خاصة في العراق وفلسطين، فأين يكمن الخلل، وهل ترون فرجا قريبا؟ * الأمة الإسلامية مرت بأزمات أشد من أزمات هذا العصر، وتجاوزتها، والمشكلات المذكورة مشكلات واقعية لابد من حلها، وهي ناتجة عن غفلة عن واجبها، وإغفالها أنها أمة واحدة كالجسد الواحد، فعلينا كأمة مسلمة عدم ترك غزة في حصارها والعراقيون يتناحرون فيما بينهم، يجب على هذه الأمة تحمل مسؤولياتها والتدخل لإيجاد العلاج من الداخل وعدم ترك قضاياها تدوّل على الساحة العالمية، فالاحتكام للغرباء عيب على هذه الأمة وعلى المنتسبين إليها. - بعض الشباب المسلم يسيىء الى الإسلام أكثر من خدمته بمواقفه المتصلبة، ما هي نصيحتكم لهؤلاء الشباب؟ * الغلو في الدين شيىء مذموم شرعا ومنهي عنه من الكتاب والسنة، واللين في التعامل هو الأكثر قربا لتمرير رسالة المسلم الدعوية. - رسالة تودون نقلها عبر جريدتنا؟ * على الأمة التمسك بالسنة والعمل بها وتبليغ ذلك مع الصبر ومحاولة الابتعاد عن الشهوات.