رفع المشاركون في الملتقى الدولي للسنة النبوية الشريفة في طبعته الخامسة، الذي احتضنه قصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة بحر الأسبوع الفارط، تحت إشراف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف للولاية، جملة من التوصيات إلى الجهات المعنية من أجل العمل بها، وعلى رأسها تناول التنمية الاقتصادية حسب المنظور النبوي، خلال الطبعة المقبلة للملتقى. وعرف حفل الاختتام الذي حضرته السلطات المحلية وبعد تكريم بعض الوجوه العلمية من أساتذة وباحثين مشاركين، قراءة لائحة التوصيات التي ضمت 10 توصيات واقتراحات عملية للخروج من الجانب النظري إلى الجانب العلمي، على رأسها الدعوة إلى ضرورة تمكين المؤسسات المختلفة من نتائج الملتقى وتوصياته للعمل بها وتطبيقها، مع تنسيق الجهود العلمية بين مؤسسات البحث المتخصصة من مخابر بحث، جامعات وطنية ومؤسسات عالمية، بهدف خدمة السنة النبوية الشريفة التي ستحظى حسب الاقتراح المقدم بجائزة كبرى لأحسن بحث وعرض يعنى بها. كما شملت توصيات الملتقى الذي عرف مشاركة أكثر من 30 باحثا وأستاذا متخصصا من داخل الوطن وخارجه، الدعوة إلى تنظيم دورات تعليمة وتكوينية في فرع الحديث وعلومه لفائدة الأئمة، من أجل رفع المستوى العلمي لهم وكذا إحياء النشاط العلمي في المساجد، من خلال إنشاء ما يعرف بالكراسي العلمية التي تعنى بتعليم السنة النبوية. للإشارة، فإن الملتقى الذي حمل عنوان القيم الإنسانية والحضارية في السنة النبوية والذي دام 3 أيام متتالية، افتتح من طرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد أبو عبد الله، بمشاركة العديد من العلماء والدكاترة من داخل وخارج الوطن، على غرار الدكتور شفاء علي حسن الفقيه والدكتور محمد عبد الرزاق أحمد وهند مصطفى شريفي من السعودية وكذا الدكتور صالح أحمد رضا وحمزة الميليباري، وكذا الدكتور حسين أبو لبابة وعبد العزيز دخان والدكتور عبد السميع محمد الأنيس من الإمارات، زيادة على الدكتور ابشر عوض محمد إدريس من السودان وبثينة بنت محمد الصابوني من سوريا، إضافة إلى الدكتور محمد الحسن ولد الددو من موريتانيا والدكتور عبد المجيد النجار من تونس، وكذا نخبة معتبرة من الدكاترة والأساتذة الجزائريين، على غرار ميلود بورداش من وهران حميد قوفي من قسنطينة والدكتورة مسعودة علواش من العاصمة والدكتورة أم نائل بركاني وغيرهم من الأسماء الثقيلة لإثراء الملتقى. وشهد إلقاء سبع محاضرات أساسية، أولها شملت القيم النفسية والروحية في السنة النبوية وكذا المنهج النبوي في البناء النفسي المتوازن للفرد، فيما شمل المحور الثاني للقيم الفكرية والعقلية، حيث تطرق المتدخلون إلى قيمة العقل ودوره وكذا تنمية التفكير وحريته في هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، بينما تطرق المحاضرون في ثلاثة محاور إلى القيم العقيدية والتشريعية، بعدما ناقشوا القيم الإيمانية والأبعاد التوحيدية في صياغة الإنسان، أما رابع محور فخصص للقيم الأخلاقية والاجتماعية من خلال تسليط الضوء على القيم الأسرية وأثرها في حماية المجتمعات والقيم الأخلاقية ودورها في تنظيم المجتمعات، وجاء المحور الخامس بعنوان قيم العمل والكسب، حيث ناقش الحضور قيمة العمل ومسؤولية الأمة على العامل في الهدي النبوي والنشاط الاقتصادي بين المقاصد الأخلاقية والضوابط الشرعية، بينما خصص سادس محور للقيم التنظيمية والسياسية بعدما تطرق المتدخلون إلى قيمة الشورى في بناء المشهد الحضاري المتوازن والقيم الإنسانية في حروب النبي، فيما كان شكل موضوع القيم الكونية ودراسة المنهج النبوي في البناء الجمالي والمادي والأدبي للإنسان من أجل تحقيق الوقاية الصحية لهذا المخلوق المكرم، آخر محور لهذا الملتقى.