رغم التعديلات الكثيرة والتغيير في الإستراتيجية من أجل العودة في النتيجة، وبالتالي العمل على تجسيد التأهل إلى الدور النهائي، لم يتمكن المدرب سيد أحمد سليماني من تخطي عقبة أبناء سوسطارة، الذين تمكنوا في العشرين دقيقة الأولى من اللقاء من حسم التأشيرة بفضل هدف مهاجمهم نور الدين دهام الذي افتتح باب التسجيل، مستغلا كرة جميلة من طرف زميله فرحات، الذي قام بعمل جيد ومراوغات جميلة، ويسكن الكرة شباك الحارس الوهراني فراجي، الذي لم يستطع صد الكرة رغم محاولته إنقاذ مرماه، مانحا بذلك التفوق لفريقه الذي آزره مناصروه الذين تنقلوا من العاصمة بقوة وكثافة لم يشهدها ملعب الشهيد أحمد زبانة منذ فترة طويلة جدا. وبالعودة الى أطوار اللقاء، فقد تميزت بمستوى متباين، حيث كان الشوط الأول في اغلب فتراته لصالح اتحاد العاصمة، الذي عرفت عناصره كيف تسيطر على اللعب من خلال الاحتفاظ بالكرة والاعتماد على التمريرات القصيرة والعمل على مباغتة فريق الحمري، الذي كان مدعما بأحسن لاعبيه والكثير من مناصريه، الذين كانوا يطالبون اللاعبين بوجوب تحقيق الفوز والانتقال الى العاصمة من أجل لعب المقابلة النهائية، ولكن الإصرار على الفوز والرغبة الكبيرة في اقتطاع التأشيرة، كانت تحدو لاعبي الفريقين اللذين كانا مدعمين بأنصارهما الذين كانوا يطالبونهم بتحقيق النتيجة الإيجابية والأداء الجيد، وهو الأمر الذي عرف لاعبو اتحاد العاصمة كيف يستغلونه جيدا، ولم يكتفوا بالتسجيل، بل ظلوا يركزون على وجوب تحقيق الهدف الثاني الضامن للانتصار على الأقل، وهو الأمر الذي لم يعرف كيف يستغله لاعبو الحمري، الذين كانوا يلعبون تحت ضغط مزدوج، الأول يتعلق بالأنصار والثاني بأرضية الميدان، كونهم كانوا يلعبون بعقر ديارهم وهو ما كان يعني بالنسبة لهم وجوب تحقيق الفوز وعدم التفريط في المقابلة. أما الشوط الثاني، فقد عرف استفاقة نوعية للحمراوة الذين واصلوا الضغط على منطقة المنافس العاصمي، إلا أن كافة مجهوداتهم ذهبت أدراج الرياح، وذلك من خلال إهدار العديد من الفرص التي كان كانت كافية لتعديل النتيجة وحتى تحقيق أهداف أخرى كانت كافية لتوصل أبناء الحمري الى ملعب 5 جويلية من أجل لعب مقابلة نهائية أمام المولودية العاصمية، التي اختار لها الحظ أن تلتقي بغريمها وجارها العدو اللدود اتحاد العاصمة.