تستعد منطقة بوزقان بولاية تيزي وزو، لإحياء الذكرى الأولى لرحيل ابنها الفنان والكوميدي عمرون مهني، وذلك من 19 أفريل إلى غاية 26 من نفس الشهر، حيث سطّرت قرية بوزقان بالمناسبة، برنامجا ثريا يتضمّن معرضا، محاضرات وورشات وغيرها. يتضمّن البرنامج المسطّر جملة من النشاطات، على غرار تنظيم تجمع أمام مقر سكن الراحل الواقع بقرية ”ثحملت”، والتوجه إلى المقبرة التي دفن فيها لوضع باقة من الزهور على قبره، ترحما على روحه، كما سيتم وضع باقة من الزهور على قبر أحد أبطال الثورة، العقيد محند أولحاج، والنصب التذكاري الذي يضم أسماء شهداء القرية، مع تنظيم زيارة لمختلف أرجاء القرية لتعريف الزوار بدورها النضالي إبان الحرب، وكذا ما تزخر به من الجانب الثقافي. وسطر القائمون على إحياء هذه الذكرى، معرضا متنوعا يتضمن عرض كل ما يتعلق بمسيرة وحياة الفنان، من مقالات صحفية، صور وكتب وغيرها، إلى جانب عرض مصنوعات تقليدية تفننت نساء منطقة بوزقان في إبداعها، مع عرض لوحات تشكيلية لشباب المنطقة، ليتواصل البرنامج بالاستماع إلى شهادات حول حياة ومسيرة ”دا مهني” يقدمها أصدقاء وسكان القرية، قراءات شعرية لكمال حمادي، مجيد بالي وبن محمد، يوسف مراحي، حسن مريش وغيرهم. وسيكون الحضور من سكان المنطقة والمدعوين، على موعد مع عروض مسرحية منها؛ مسرحية ”تينا” و«ينايد جدي” للتعاونية المسرحية ”ماشهو افرحونان”، وآخر للمسرح الجهوي ”كاتب ياسين” لتيزي وزو، يحمل عنوان ”تاقبيليث”، كما سيكون للجمهور الصغير نصيبه من البرنامج، حيث سيتم تقديم مسرحية ”أوشن اذواوثول”، تقدمها تعاونية مسرحية لمدينة الأربعاء ناث إيراثن، وتتخلل نشاطات الذكرى عروض أفلام، كفيلم ”حكايات قبائلية” و«قبل قطعه خط الأفق”. كما سيتم تنظيم مسابقة عدو بوسط مدينة بوزقان، وهذا بمناسبة الاحتفال بالربيع الأمازيغي، ويتخلل البرنامج إلقاء جملة من المحاضرات منها حول دور ”القناة الثانية في النضال من أجل الهوية”، ”تعليم الأمازيغية، تاريخ وأفاق”، ”جذور 20 أفريل”، إلى جانب إلقاء محاضرة ”يلا مهني يرنا” التي تتبع بمسابقة حول أغاني دا مهني وحول تاريخ 20 أفريل، ينشطها حمدي بركات ونورة اعمارة. كما يتضمن البرنامج مشاركة ورشات للموسيقى، السينما، التصوير وغيرها، وكذا نشاطات رياضية متنوعة، حيث سيتم تنظيم مسابقة لكرة القدم، واستعراضات في الفنون القتالية، ليختتم البرنامج بتوزيع هدايا معتبرة وجوائز على المشاركين والمتربصين، مع تنظيم حفل فني تنشطه نخبة من الوجوه الفنية لمنطقة بوزقان، وغيرها من المفاجآت التي تنتظر الزوار والحضور. الفنان والمنشط السابق بالإذاعة مهني عمرون، المعروف باسم أث وعميروش، من مواليد 3 ديسمبر 1938، تربى وترعرع بمسقط رأسه ببوزقان، وعندما بلغ 8 سنوات، التحق بمدرسة آيت يخلاف، وفي سنة 1952، اصطحبه جده إلى مارسيليا (فرنسا)، حيث خضع لتكوين لمدة عامين، وبعد اندلاع الثورة، التحق بفيدرالية الآفلان بفرنسا، قبل أن ينضم إلى الفرقة الفنية الآفلان، وبعد عودته إلى أرض الوطن سنة 1963 مع رفقائه، أمثال شريف خدام، ابشيش بلعيد، طالب رابح وغيرهم، التحق بالقناة الثانية الإذاعية، حيث انضم إلى فرقة محمد حلمي، علي عبدون وجميلة. أحب الراحل الفن منذ صغره، ولعل أغنيته المشهورة ”أجقجيقة” التي غناها مع الفنانة نوارة عن الحب والهوية، تعبير عن تعلقه بالفن، حيث أدى عدة أغاني ثنائية مع الفنانة حنيفة، أنيسة ونوارة. ولقد كانت له بصمة في الفن الرابع، حيث قام في سنوات السبعينات بتقمص شخصية مقران في ”الهضبة المنسية” للكاتب مولود معمري، وفي عالم السينما لعب برفقة مصطفة العنقى في ”عيش ب12”، وكذا في ”سي سلاوش” وغيرها، واستمر عطاؤه إلى غاية أن وافته المنية إثر سكتة قلبية، تاركا وراءه أعمالا ستظل خالدة في تاريخ الفن والثقافة الجزائري، حيث انطفأت شمعته في 20 أفريل 2012.