هل سيكون المسلمون هذه المرة أيضا هدفا لحملة عنصرية جديدة في الدول الغربية التي يقيمون فيها، على خلفية التلميحات التي بدأت تروَّج لاحتمال تورُّط جهات إسلامية في إفساد العرس السنوي لمدينة بوسطن؟ وهو التساؤل الذي يُطرح، وقد بدأت العديد من وسائل الإعلام الغربية والأجهزة الأمنية تروّج لذلك انطلاقا من اعتقال مواطن سعودي، ذنبه الوحيد أنه كان على مقربة من مكان وقوع الانفجار رغم أن مواطنين من كل الجنسيات تابَعوه في عين المكان. ويؤشر التركيز على هذه الحادثة على حقيقة الصورة النمطية التي أُلصقت بالعرب والمسلمين؛ فكلما تعلق الأمر بعملية إرهابية إلا وكانوا فيها المتهم الأول. ويخشى المسلمون في الدول الغربية أن يعيشوا تلك المضايقات العنصرية والنظرة الدونية تجاههم بسبب تفجيرات 2001، والتي يبدو أنها مازالت قائمة إن لم نقل إنها زادت حدة بمناسبة تفجيرات أول أمس. وقد تأكد أن هذا الاعتقاد المجحف مازال ملتصقا بالعرب والمسلمين؛ بفعل الحملات التي تشنّها وسائل إعلام التيارات المسيحية الصهيونية لضرب الإسلام والمسلمين حيثما كانوا. وأكدت عملية بوسطن أن الحديث عن تعايش الحضارات وحوار الأديان الذي ما انفكت تدعو إليه الدول الغربية، لا يعدو أن يكون مجرد كذبة ظاهرها منمَّق جميل، وباطنها فيه المكيدة والمكر لتشويه صورة المسلمين ونعت الإسلام بأنه دين الهمجية والإرهاب. ولكن ماذا لو كان منفّذ التفجير مواطنا أمريكيا مصابا بنزوات جنون، كالذي اغتال 26 تلميذا ثانويا العام الماضي، وحتّم على أعلى الهيئات الأمريكية أن تطرح مسألة حرية امتلاك السلاح؟