بمبادرة من مديرية الثقافة بولاية وهران، أقامت الكاتبة والباحثة في مجال مقارنة الأديان وفاء مناصري، المنحدرة من ولاية غليزان، حفل بيع بالتوقيع لمؤلّفها الأوّل الموسوم ب «الشعر والتمثيل، أحمد مطر نموذجا»، وذلك على مستوى المكتبة البلدية بوسط مدينة وهران. الفعالية التي حضرها عدد من المثقفين والإعلاميين إلى جانب الطلبة، أتاحت فرصة النقاش حول الموضوع المتناول بالتفصيل من قبل الكاتبة، حيث أرجعت في مستهل حديثها سبب اختيارها للشاعر أحمد مطر كنموذج، كونها متأثّرة كثيرا بمؤلّفاته التي يميل من خلالها إلى رفض الزيف، معتبرا أنّ الواقع الذي يعيشه المواطن هو نوع من الزيف المتعمّد، ولابد حسبه من الوصول إلى الحقيقة في يوم من الأيام. الكتاب يضمّ ثلاثة فصول؛ الأوّل بعنوان «الأسس الفلسفية والنقدية والتمثيل والشعر» تطرّقت فيه الكاتبة إلى إشكالية مفهوم التمثيل وأثره في إبراز معالم التباين بين الأجناس والأنواع الشعرية، بدءا من الفيلسوف أرسطو، وصولا إلى هيغل، والتي تتماشى مع مقتضيات المعايير البلاغية الكلاسيكية، لتنتهي بالتحول الذي سلكته هذه البلاغة في فلسفة الاختلاف عند الفيلسوف هيدغر. فيما تناول الفصل الثاني من المؤلف المعنون ب«التمثيل في الخطاب الشعري المعاصر، تحوّلات التمثيل في الخطاب الشعري» ضمن تجربة ما بعد الاختلاف لدى العديد من الفلاسفة، على غرار نيتشه وكامو وليونا روبارت وغيرهم ممن حرّروا التمثيل من حرج المعيار إلى رحابة الكتابة وتنوّع طرائق الأبنية النصية. في حين سلّطت الضوء بالجزء الأخير من كتابها إلى موضوع التمثيل عبر المفارقات في الخطاب الشعبي لدى أحمد مطر، والتركيز على استخلاف البعد الإجرائي للتمثيل عبر بلاغة المفارقة التي تنقلت في جوهر تركيبها من الجاهزية التي يتأسّس عليها مبتغى الدرس البلاغي القديم، إلى البحث نحو استجلاء الرؤى بين التصوّرات الفلسفية والنقدية، حيث اعتمدت الكاتبة وفاء مناصري في إعداد كتابها، على المنهج الاستدلالي الوصفي التحليلي. للإشارة، شاركت الكاتبة بداية الشهر الجاري في ملتقى أدبي بالأردن حول «الأدب والمتابعة بين التقليد والتجديد».