أسدل الستار مؤخرا على معرض ”دار العجب”، الذي استقطب مئات الزوار اطلعوا بالمكان على مختلف الفنون والمعالم التاريخية، وأطلق عليه هذا الإسم لاحتوائه على عجائب من مختلف الدول، وكان المكان الذي جمعت فيه قطع فنية نادرة على شاكلة مغارة ”علي باب” بكنوزها الثمينة... أثار معرض ”دار العجب ” المقام مؤخرا بمتحف الفن الحديث والمعاصر ”لاماما” بشارع العربي بن مهيدي بالجزائر الوسطى، دهشة وفضول مختلف شرائح المجتمع لمدة شهر كامل، عرضت فيه أغراض أثرية وتاريخية من مختلف دول العالم، أغلبها من الصين. كانت زيارة ”المساء” للمتحف من باب الاطلاع والفضول للوقوف على مختلف المعالم العالمية التي جاء بها الهاوي بشة سليم وتبرع بها لوزارة الثقافة. وعرض بالمعرض العديد من القطع الفنية والأثرية من مختلف دول العالم التي جمعها من سويسرا وفرنسا خلال سنوات عديدة، وتأرجحت بين الفنون التشكيلية والخزفية والزرابي، وكذا القطع النقدية الذهبية والفضية. شهد المعرض إقبالا منقطع النظير من كل شرائح المجتمع بمن فيهم الأجانب الذين لم يفوتوا الفرصة لتأمل أروع ما أتى به هذا الهاوي، الذي أمضى سنين في جمع هذه التحف، التي يعود بعضها إلى حقبات تاريخية متعاقبة، لا سيما العصر الحجري وأخرى إلى ما قبل الميلاد أو من الحضارات القديمة على غرار الإسلامية، الإغريقية، الفينيقية، العثمانية، وحتى الفرعونية والرومانية... كانت أروقة المتحف تأخذ زائرها في رحلات عبر التاريخ وتعرفه بمختلف الفنون التي عرفتها الدول فيما مضى، وكانت مشاركة الجزائر إلى جانب الدول الأخرى بالزرابي التي بلغ عددها حوالي 700 قطعة، منها المصنوعة من الحرير الخالص والخيوط الذهبية، وبعضها من الوبر، التي تفنن صانعوها منذ القدم في نسجها بمختلف الألوان والأحجام، تواريخها تعود الى القرن 18 و19 ميلادي، احتلت طابقا كاملا من المتحف صنفت حسب قيمتها وأهميتها من طرف أخصائيين في مجال الزرابي. كما شد معرض ”دار العجب” بالعاصمة الجزائر، اهتمام مئات الزوار يوميا، وذلك لجمعه كل الحضارات، وضمه ما يقرب من 80 ألف تحفة فنية ولوحات نادرة ومخطوطات خشبية نادرة، وهبها الهاوى لجمع التحف والنوادر، على غرار لوحة أصلية للفنان العالمي ”بابلو بيكاسو”، إلى جانب أغلى لوحة للفنان التشكيلي الجزائري ”ايسياخم”، ولوحات رائعة للفنان ”زياني” بتقنية الأبعاد الثلاثة، إلى جانب لوحات فنية للعديد من التشكيليين العرب والأجانب. كما ضمت ”دار العجب” عرض مخطوطات يعود تاريخها إلى مئات سنين مضت نقش بعضها على الخشب وطرز بعضها الآخر على قماش الكعبة المكرمة. كما احتوى المعرض العديد من مقتنيات الحضارات القديمة من الحلي وأدوات الحرب، على غرار السيوف والبنادق والتماثيل والقطع الجنائزية التي تعود إلى 25 قرنا مضت، إلى جانب قطعة لا تقدر قيمتها بثمن هي الزي الأصلي لمحارب حاكم كازاخستاني، نقشت عليه كل آيات القرآن الكريم للتبرك والتيمن بها، كان يلبسها عند إعلانه الحرب، أدهشت كل قطعة الزوار لروعتها وقيمتها التي لا تقاس. كما كانت للواهب هواية جمع الطوابع البريدية والفراشات المحنطة ورماح الأسلحة التي تعود إلى العصر الحجري. واستحسن الزوار هذه المبادرة التي سمحت لهم بالإطلاع على مختلف الحضارات والتأمل عن كثب روعة القطع الفنية التي جمعت من 5 قارات، هذا ما أفاد به أحد الزائريين خلال جولته داخل المعرض، حيث قال :« هذا المعرض سمح لمحبي التاريخ باكتشاف بعض الآثار والتعرف عى الحياة القديمة التي كانت عليها مختلف دول العالم ورؤية البعض من ثقافتها دون الذهاب إليها، هذا ما حققته هذه التظاهرة التي استقطبت مختلف شرائح المجتمع من كبار وصغار وطلاب وتلاميذ، وجد فيها البعض متنفسا للترويح عن النفس في ظل نقص مراكز التسلية وسط العاصمة. من جهة أخرى، قالت شابة في العشرين من العمر كانت برفقة صديقتيها : ”هذا المكان سمح لنا بالاستمتاع والاطلاع على تاريخ الدول في نفس الوقت”. وأضافت”لقد زرنا مختلف المتاحف الوطنية بالعاصمة ولم نعد نجد أماكن جديدة لزيارتها فكان هذا المعرض مناسبة للخروج من الرتابة التي تعودنا عليها”. وعن سؤالنا للهاوي سليم بشة حول أفضل قطعة بالنسبة له، أجابنا قائلا: ”كل هذه القطع غالية بالنسبة لي لأنني جمعتها بحب كبير ورعاية تامة وكل قطعة اخترتها بنفسي بعناية تامة، وكان من الصعب علي التخلي عنها، إلا أن القطع التي تستهويني أكثر هي التي تعود إلى قرون عديدة مضيت”. وأضاف: ”هناك بعض القطع التي اشتريتها صدفة عند عرضها في المزاد العلني، وهناك بعض القطع بحثت عنها خلال سنوات طويلة حتى تمكنت من العثور عليها”. من جهة أخرى، قال سليم: ” بعد الهبة التي قدمتها لوزارة الثقافة، أنوي جمع قطع فنية جديدة من دول مختلفة على غرار إسبانيا”. الجدير بالذكر ، أن القيمة المالية للمعروضات قدرت بحوالي 200 مليون يورو.