رغم أن قيادة الدرك الوطني لا تبني إحصاءاتها المتعلقة بحوادث المرور أو المخالفات المرتكبة في الطرق، على أساس التصنيف الجنسي للسائقين من منطلق رؤية تقوم على عدم التفرقة بين المرأة والرجل واعتبارهما "مواطنا"، وهو ما لا يسمح لنا بالتطرق إلى مسالة كفاءة قيادة المرأة للسيارة من الناحية الإحصائية، فإن الرائد عبد الحميد كرود من خلية الاتصال بالدرك الوطني، لا يتردد في التأكيد على أن "المرأة السائقة غالبا ما تكون ضحية لحوادث المرور وليست السبب في حدوثها". هذا التأكيد الذي شدد عليه في تصريح خص به "المساء"، انطلق من المعاينة التي يمكن الخروج بها من العمل الميداني لمصالح الدرك الوطني، والتي تبين وجود "حقرة" ضد النساء السائقات من طرف نظرائهن الرجال، يمكن رؤيتها في مظاهر مختلفة على الطريق. وفي هذا السياق، اعترف محدثنا بان "المرأة السائقة هي أكثر احتراما لقوانين المرور من الرجل" ، وهو ما يظهر في احترامها لسرعة السير بالخصوص، وكذا في احترامها لإشارات التوقف والإشارات الضوئية، حتى عندما تكون الطريق خالية من السيارات... وربما ذلك هو عيبها الكبير الذي يلومها عليه الرجل. فالمرأة - ضيف الرائد كرود - ليست متهورة في القيادة السيارة، ووراء هذا التصرف جملة من العوامل أهمها أنها عادة ما تكون مرفوقة بأفراد من عائلتها لاسيما أولادها، وهي بذلك تحاول الحفاظ على سلامتهم قدر المستطاع ولا تغامر بحياتها وبحياتهم معها. كما أن عدم استخدام المرأة للسيارة من اجل السفر لمسافات بعيدة يقلل من إمكانية تسببها في حوادث المرور، باعتبار أن الكثير من الحوادث يتم تسجيلها لدى السائقين الذين يسافرون لمسافات طويلة بالسيارة، مما يدفعهم إلى زيادة السرعة للوصول إلى وجهتهم في أقصر وقت.. فالمرأة عموما "هي الأكثر احتراما والتزاما بالقوانين مقارنة بالرجل، الذي يتعمد الإفراط في السرعة"، كما أشار، وهي كذلك أكثر هدوءا وتحكما في أعصابها أثناء القيادة، والدليل على ذلك تصرفاتها الهادئة والمتوازنة عند الاكتظاظ المروري أو في حالات اختناق الطرق، حيث تبدو أكثر هدوءا عكس الرجل الذي عادة ما يفقد أعصابه و"يصبح في قمة النرفزة" بفعل الازدحام. كما أن حالات الشتم والصراعات أو المشاحنات وحتى حالات العراك في الطرق أبطالها دائما "رجال"، يعتبرون أن احترام المرأة لقواعد المرور عبارة عن "نقص في قدرتها على قيادة السيارة"، وهو ما يسبب لها عدة مشاكل في الطريق ويجعلها عرضة لاعتداءات لفظية تقلل من كفاءتها في هذا المجال. وعموما اعتبر الرائد كرود، أنه من الخطأ القول أن النساء لا يتقن فن سياقة السيارات، لمجرد أنهن يحترمن حدود السرعة التي ينص عليها القانون. مشيرا إلى أن وجود امرأة تقود حافلة النقل الحضري دليل على بطلان مثل هذه الأقاويل، دون أن يعني ذلك - كما أضاف - نفي قيام بعض النساء بمخالفات ولجوء بعضهن إلى السير بسرعة فائقة... لكنها تبقى مجرد استثناءات تؤكد قاعدة احترام المرأة للقانون أكثر من الرجل.